جسر بعشرات الثقوب – أديب كمال الدين

(1)

كان يحملني بين يديه الطيبتين

ويعبرُ بي جسراً ضيّقاً من الحديد

جسراً مثقوباً بعشراتِ الثقوب

كلّ ثقبٍ يقذفُ بكَ إلى الماء

بيسرٍ شديدٍ إلى الماء

والماءُ قوياً كان

كساحةِ إعدام.

(2)

كان يحملني بين يديه الطيبتين

دون أن يحذّرني

من النظر

إلى الثقوب

إلى الماءِ العنيف

إلى جثثِ الأطفالِ التي كنتُ أراها

من ثقوبِ الجسرِ تطفو

والنساء القرويات يحاولن إنقاذها

دون جدوى

لم يحذّرني أبداً

ولذا

بعد أن عبرتُ الجسر

صرتُ ألقي بالأطفالِ في الماءِ العنيف

وأبقى مذهولاً

حين أراهم

يطفون من تحتِ ثقوبِ الجسر

الجسر الذي صرتُ أعبره وحدي

وحدي كلّ يوم

وأنا أموتُ من الرعب.