ثبت العويل في سعف النخيل – محمد القيسي

أيها الأصدقاء القدامى

سلاما

في المساء يطيب لي الخمر ،

أركض عبر حقول البكاء

أنزوي هامد القلب ، مشتعلا بالغناء

شاكرا للزمان جزيل العطاء

راسما شارة للعبور الأليم ،

أزامل برد العراء

وأجمع وردي من الطرقات ،

وما كنت أهديته للمساء

وألملم نفسي علي حرقة ،

إذ يهبّ الهواء

لاهجا باسم من غازلتني

وجاسدتها ألفة ،

وبكينا أسى وانتشاء

ها أنا في عيون التذكّر أهمي وحيدا ،

وأذبل شيئا فشيئا بلا أصدقاء

وأهزّ جذوع النخيل

فيدوّي العويل

آه ، آه

يا عيون التي أمطرتني شجى

ليس من مرتجى

أذكر الآن أغنية

عن زمان بلون الفجيعة والانكسار

يوم أفردت أفراد طرفه

حين فقدت جوادي

وأطفأت الريح قنديل ذاك النهار

لا يد لوّحت في المطار

لا عيون التي أشعلتني حوارا ،

دون حوار

فلبست الظلال

عابثا بالحقيبة حينا ،

وحينا أعود فأفرد بين يديّ الجريدة ،

كان الحصار

نافذا مثل سهم ،

وتحتلني وحشة في القرار

لحظة ،

ورأيت المناديل للآخرين انتظار

وأنا كنت وحدي الزحام ، وكنت الغبار

أستطيب التذكّر والخمر عند المساء

أيها الأصدقاء