تفرعت من جرثومة المجد والعلى – محمد حسن أبو المحاسن

تفرعت من جرثومة المجد والعلى … فجئت معماً في العشيرة مخولا

ابو طالب شيخ الأباطح كلها … ابوك ومن يطري الهمام المبجلا

ثوى مؤمنا بالله صدقاً وانما … على دين إبراهيم قد كان أولا

فأرشد به للدين عوناً وناصراً … وامنع به حصناً لطه ومعقلا

به عز دين الله إذ قام دونه … يجرد مسنونين عزماً ومنصلا

وأنت سليل الليث حاميت بعده … عرين العلا والسؤدد المتأثلا

فنعم المحامي والمواسي بنفسه … اخاه إذا اشتد البلاء واعضلا

سبقت إلى الإسلام تتبع هديه … وصليت قبل المسلمين تنقلا

تهلل وجه الدين بالبشر والهنا … خليق به لما رأك تهللا

وفاض الهدى فيضاً واصبح ربعه … خصيب الثرى مذ فاض سيفك جدولا

من المشتري في طاعة الله نفسه … ليدفع كيد المشركين ويبطلا

فباهى به غر الملائك شاكراً … مساعي أولاها الثناء المفضلا

فنفسك نفس المصطفى في صفاتها … بوحي به الروح الأمين تنزلا

وقد كنت منه والفضائل جمة … كهرون من موسى محلا ومنزلا

وفي يوم بدر وهي اعظم وقعة … بها اندك ركن الشرك حتى تهيلا

سقيت قريشا اكؤس الحرب مرة … وقد حسبوا ان يشربوا الراح سلسلا

وغادرت في احد عميد لوائهم … طليحة معفور الجبين مجدلا

تنافحهم قدماً تفل جموعهم … بابيض من قرع الحديد تفللا

ومذ عطفت خيل الضلال طوالعاً … من الثغر تردي بالأسنة ذبلا

صبرت على الأهوال نفس ابن غابة … اشاح بسربال الردى متسربلا

تذب عن الهادي فتور دجحفلا … حياض الردى عنه وتصدر جحفلا

ولولاك فازت بالمعلى قداحهم … ودارت على الإسلام دائرة البلى

فنوه جبريل بمجدك لا فتى … ولا سيف تنويهاً به ملأ الملا

هنالك لو تبغي رجالا وجدتهم … بأخزى مقام هاربين واسفلا

وكنت المحامي في حنين من الهدى … وقد فرّ عنه القوم أخول أخولا

وصبت على الأحزاب منك بوائق … اعدن بهم ليل النوائب اليلا

غداة التقى الايمان بالشرك كله … فشد قوى الإسلام مشيك مرقلا

تسوق لعمرو وهو فارس يليل … صروف المنايا والحمام المعجلا

فخر لوجه الأرض بركب ردعه … صريعاً به قد هد سيفك مجدلا

واسلمه الفرسان تحضر خيلهم … نجاء كامثيال النعائم جفلا

وليس بعار ان يولي مدبراً … أخو نجدات ابصر الليث مقبلا

بسيفك مجد للتقيل بحده … وفخر به يرقى إلى شرف العلى

فسيان ان تعلو به رأس فارس … كمي وان تكسوه تاجاً مكللا

وفي خيبر رفت بكفك راية … عليك بها النصر الألهي انزلا

تقاصر عنها المستطيلان غدوة … لأرحب باعاً في الخطوب واطولا

وقد وسماها أمس ذلا فمذ سمت … بكفك حازت رفعة وتجملا

ولما قلعت الباب لم يبق باذخ … لتلك الحصون الشم الاتزلزلا

وتلك لعمري من بواهرك التي … تحير في تأويلها من تأولا

مواقف خضت الموت فيهن صارعاً … دجى الخطب حتى اسفر الحق وانجلى

و لما تولى الناكثان وقلبا … لك الأمر بغياً منهما وتبدلا

جزيتهما صاعا بصاع وفي غد … جزاؤهما الأوفى جهنم تصطلى

ووليت أم المؤمنين بما جنت … جميلا وعفوا شاملا وتفضلا

اعائش حاربت الوصي وحربه … كحرب رسول الله نصا مفصلا

ابعد حجاب الله أوجفت ضلة … على جمل يطوى المهامه والفا

فهرت كلاب الحوئبين نوابحاً … عليك وما زادتك الا توغلا

ركبت عظيما والحديث لأهله … شجون وتبريح فمن شاء قللا

وشام ابن هند من حسامك بارقا … بصفين سالت منه أودية الطلى

فلاذ باعطاف الجياد تحوطه … ملاذ بغاث الطير ابصرن اجدلا

وخاطر عمرو في لقائك فاتقى … بسوأته شخص الردى إذ تمثلا

صددت ولو لا عادة العفو والحيا … نظمت بر فغيه السنان المؤللا

دعاك إلى التحكيم كيدا ولودعا … حسامك الفى حاكم السيف فيصلا

فحادا بو موسى عن القصد جائرا … وداف له عمرو مع الشهد حنظلا

وحاشاك من تحكيم اهوج مضمر … لك البغض لكن لم تجد عنه مزحلا

والزمته حكم الكتاب فصده … هواه عن الحق المبين فأبسلا

ايخلع عن عطفيك برد خلافة … خصصت بها يوماً به الدين اكملا

ومن كان منصوبا من الله حجة … تمنع عزا ان ويزول يعزلا

خليلي في الأحشاء لاعج لوعة … ابت لي طوال الدهر ان اتعللا

فلا تذكرا يوم الغدير فبشره … بطول الأسى يوم الفعيلة بدلا

تقمصها ظلما عتيق وعهدها … جديد بنص يوم خم تسلسلا

وانحلها الفظ الغليظ تعاقداً … على الأمر ان يبتزها ثم ينحلا

فصيرها شوى عمى وضلالة … ونور الهدى من منزل الوحي يجتلى

فلله شوى قد اثارت عجاجة … وجرت على الإسلام والدين معضلا