تعلل النفس بالوعد الذي وعدوا – محمد حسن أبو المحاسن

تعلل النفس بالوعد الذي وعدوا … اني وقد طال في انجازه الامد

ان كان غير بعد العهد وده … فودنا لهم باق كما عهدوا

وان يكن لهم في هجرنا جلد … فأن أبعد شيء فاتنا الجلد

اما وطيب ليالينا التي سلفت … والعيش غض كما شاء الهوى رغد

ان العيون التي كانت بقربهم … قريرة جار فيها الدمع والسهد

ما انصفونا سهرنا ليلنا لهم … صبابة وهم عن ليلنا رقدوا

تبكيهم مقلتي العبرى ولو سعدت … بكت مصاب الأولى في كربلا فقدوا

مصالت كسيوف الهند مرهفة … فرندها كرم الاحساب والصيد

المرتقين من العلياء منزلة … شماء لا يرتقيها بالمنى أحد

الطاعنين إذا أبطالها انكشفتا … والمطعمين إذا ما اجدب البلد

من معشر ضربت فوق السماء لهم … أبيات فخر لها من مجدهم عمد

سادوا قريشاً ولولاهم لما افترعت … طود الفخار ولولا الروح ما الجسد

تخال تحت عجاج الخيل أوجههم … كواكباً في دجى الظلماء تتقد

يمشون خطرا ولا يثنيهم خطر … عن قصدهم وانابيب القنا قصد

وافى بها الاسد الغضبان يقدمها … اسدا فرائسها يوم الوغى اسد

كأن مرهفه والضرب يوقده … شمس الهجير وارواح العدى برد

كأنما رقمت آي السجود به … فكلما استله من غمده سجدوا

فحاولت عبد شمس ان يدين لها … قوم لها ابن رسول الله منتقد

حتى إذا جالت الخيلان صاح بهم … ضرب يطيش به المقدامة النجد

فأحجموا حيث لا ورد ولا صدر … والسمهرية في احشائهم ترد

يا عين لا تعطشي خدي فأنهم … قضوا عطاشا وماء النهر مطرد