تعللنا بذكرهم الحداة – ابن شهاب
تعللنا بذكرهم الحداة … وتهدينا النسائم أين باتوا
تؤم بنا الركائب حي عرب … لهم في كل نائبة ثبات
تجارتهم به سلب الأعادي … وبالألباب تتّجر البنات
تهيّأ للسلام على المغاني … فقد بدت العلائم والسمات
تحية جيّهم تقبيل ترب … به الغيد الخراعب راتعات
تراب ربوعه كالمسك نفحاً … تعطره الذيول الساحبات
تجد في ذلك الوادي وجوهاً … تخر لها البدور المشرقات
تركن أولى الغرام بهن صرعى … وليس لهن نحوهم التفات
تصنع كيف شئت فما لمثلي … ومثلك عن هواهن انفلات
تبيت مسهداً قلقاً وشوقاً … وهنَّ على الأرائك نائمات
ترى منهنّ مهما زرت لطفاً … وأخلاقاً تغاظ بها الوشاة
تأدب ثم عن طمع مريب … فضمن إساءة الأدب الممات
تبلغ باستماع حديث غيد … تعود به إلى الميت الحياة
تيقن أن إدراك الأماني … مرام دونه تدنو الوفاة
تنائى نيها إلا على من … من الملك العزيز له التفات
توجه نحو توفيق المعالي … فليس كمثل تلك الذات ذات
تسلسل من كرام عن كرام … وفي حجر الكرام له نبات
تبوّأ فوق هام النجم بيتاً … له آباؤه قدما بناة
تغازله غواني المجد حبّاً … له فيه الكفاية والكفاة
تتيه بفخره مصر وتزهو … وتغبطها به الست الجهات
تضاءلت الملوك له وقاراً … وسارت في سراياه السراة
تضيق بجيشه البيداء ذرعاً … أجل وله الجواري المنشآت
تراث جدوده السمر العوالي … وذخرهم السيوف المرهفات
تحابيه المنون كما أتتها … بما اخترمت مناصا الصلاة
تناهى في السياسة باقتدار … تحير له العقول الزاكيات
تمكن من إدارتها بعزم … تخر له الجبال الراسيات
تبارك من يراه إمام حقٍّ … يقام به الهدى والبيّنات
تعالى في مراقي المجد حتى … سجدن له النجوم الساريات
تمامٌ في تمام في تمام … له في محكم القول الصفات