تبغت جوارا في معد فلم تجد – الفرزدق

تَبَغّتْ جِوَاراً في مَعَدٍّ فَلم تَجِدْ … لحُرْمَتِها كالحَيّ بَكْرِ بنِ وَائِلِ

أبَرَّ وَأوْفى ذِمّةً يَعقُدُونَهَا، … وَخَيراً إذا سَاوَى الذُّرَى بالكَوَاهِلِ

وَسارَتْ إلى الرّوْحاءِ خَمساً فأصْبَحتْ … مَكانَ الثّرَيّا مِنْ يَدِ المُتَنَاوِلِ

وَمَا ضَرّها إذْ جاوَرَتْ في بِلادِها … بَني الحِصْنِ ما كانَ اختِلافُ القبائلِ

إلى الصِّيدِ من أبناءِ عَمرِو بن مَرْثَدٍ، … أُنِيخَتْ لَبُوني عِنْدَ خَيرِ المَنَاهِلِ

إلَيْهِمْ، فأُمّيِهمْ، فإني وَجَدتهُمْ … حِجازاً لمنْ يَخَشَى اصْطفاف الزّلازِلِ

وَكَمْ فيهِمُ مِنْ سَيِّدٍ وابنِ سَيّدٍ، … وَمِنْ قائِلٍ يَوْمَ الحَفِيظَةِ فاصِلِ

وَمِنْ ماجِدٍ تَغْشَى الأرَامِلُ بَيْتَهُ … يُعارِضُ أيّامَ الصَّبَا كالمَخائِلِ

وكانتْ يَداً منكُمْ عَمَمْتُمْ بفَضْلِها … على كُلّ حافٍ مِنْ مَعَدٍّ وَناعِلِ

بكُمْ يُحْسَمُ الدّاءُ العَياءُ وَيُتّقَى … بِكُمْ قادِماً مَخشِيّةَ الدَّرّ بَاهِلِ