بِتُّ أُرَائي صَاحِبَيّ تَجَلُّداً – جرير
بِتُّ أُرَائي صَاحِبَيّ تَجَلُّداً … وَقَدْ عَلِقَتني مِنْ هَوَاكِ عَلُوقُ
فكيفَ بها لا الدارُ جامعة ُ الهوى … وَلا أنْتَ عَصراً عن صِباكَ مُفِيقُ
أتجمعُ قلباً بالعراقِ فريقهُ … و منهُ بأضلالِ الأراكِ فريقِ
كأنْ لمْ ترقني الرائحاتُ عشية ً … و لمْ تمسِ في أهلِ العراقِ وميق
أُعالِجُ بَرْحاً من هَوَاكِ وَشَفّني … فؤادٌ إذا ما تذكرينَ خفوق
أوَانِسُ، أمّا مَنْ أرَدْنَ عَنَاءهُ … فعانٍ ومنْ أطلقنَ فهوَ طليقُ
دعونَ الهوى ثمَّ ارتمينَ قلوبنا … بأسهمُ أعداءٍ وهنَّ صديق
عجبتُ منَ الغيرانِ لما تداركتْ … جِمَالٌ يُخَالجنَ البُرِينَ وَنُوقُ
و منْ يأمنُ الحجاجَ أما عقابهُ … فمرٌّ وأما عقدهُ فوثيقُ
وَما ذُقْتُ طَعْمَ النّومِ إلاّ مُفَزَّعاً، … و ما ساغَ لي بينَ الحيازمِ ريقُ
و حملتُ أثقالي نجاة ً كأنها … إذا ضَمَرَتْ بَعْدَ الكَلالِ فَنِيقُ
منَ الهوجِ مصلاتاً كأنَّ جرانها … يَمَانٍ نَضَا جَفْنَينِ فَهْوَ دَلُوقُ
يُبَيِّنَ للنِّسْعَينِ فَوْقَ دُفُوفِهَا، … وَفَوْقَ مُتُونِ الحَالِبَينِ طَرِيقُ
تَرَى لَمجَرّ النِّسْعَتَينِ بِجَوْزِهَا … مَوَارِدَ حِرْمِيٍ، لهُنّ طَرِيقُ
طَوَى أُمّهَاتِ الدَّرّ حتى كأنّها … فَلافِلُ هِنْدِيّ فَهُنّ لُصُوقُ
إذا القَوْمَ قالوا وِرْدُهنّ ضُحَى غَدٍ … يغالينَ حتى وردهنَّ طروقُ
و خفتكَ حتى استنزلتني مخافتي … وَقَدْ حالَ دُوني مِنْ عَماية َ نِيقُ
يسرُّ لكَ البغضاءَ كلُّ منافقٍ … كما كلُّ ذي دينٍ عليكَ شفيقُ
و اطفأتَ نيرانَ العراقِ وقد علا … لهنَّ دخانٌ ساطعٌ وحريقُ
و غنَّ امرءاً يرجو الغلولَ وقد رأى … نكالَكَ فيما قد مَضَى لَسَرُوقُ
و أنتَ لنا نورٌ وغيثُ وعصمة ٌ … و نبتٌ لمنْ يرجو نداكَ وريقُ
ألا رُبّ عاص ظَالِمٍ قَدْ تَرَكْتَهُ … لأِوْداجِهِ المُسْتَنْزَفَاتِ شَهِيقُ