بُكاءُ مِثلِي مِن وَشْكِ النَّوى سَفَهُ – أسامة بن منقذ

بُكاءُ مِثلِي مِن وَشْكِ النَّوى سَفَهُ … وأمر صبري بعد البين مشتبه

فَما يُسوّفُنِي في قُربِهمْ أَملٌ … ولَيس في اليأَسِ لي روْحُ ولاَرَفَهُ

أكاتم الناس أشجاني وأحسبها … تخفى فتعلنها الأسقام والوله

كأنني من ذهول الهم في سنة … وناظري قرح الأجفان منتبه

أذْنبتُ، ثُمَّ أحلْتُ الذَّنْبَ من سَفَهٍ … عَلَى النَّوى ، ولَبِئسَ العادَة ُ السَّفَهُ

أقمت طوعاً وساروا ثم أندبهم … ألا صحبت نواهم حيثما اتجهوا

أضرَّ بي نَاظرٌ تَدْمَى مَحَاجِرُه … وخَاطرُ، مُذْ نأَوْا، حَيرانُ مُنْشَدهُ

فَما يُلائم ذَا بعدَ النَّوى فَرحٌ … ولا يروق لهذا منظر نزه

سَقْياً لِدَهرٍ، نَعمنَا في غَضَارَته … إذ في الحوادث عما ساءنا بله

وعيشنا لم يخالط صفوه كدر … وودنا لم تشب إخلاصه الشبه

مَضَى ، وَجاء زمانٌ لا نُسَرُّ بهِ … كل البرية منه في الذي كرهوا