بي مثل ما بك من شوق ومن كمدِ – الخُبز أَرزي
بي مثل ما بك من شوق ومن كمدِ … لكن أغطّي الهوى بالصبر والجلدِ
أصون نفسيَ عن لعب الوشاة بها … وإن تلاعبتِ الأسقام في جسدي
إني تعاطيتُ صبراً تحته حرجٌ … فصرتُ في حال مجهودٍ ومجتهدِ
لولا الحفاظ ولولا العهد لم ترني … أذوب شوقاً ولا أشكو إلى أحدِ
لأستعيننَّ بالكتمان منتظراً … فربَّ مكروه يومٍ فيه خير غدِ
تطلُّعُ الموت في روحي وفي بدني … ولا تطلُّعَ أعدائي إلى خلدي
كانوا يخوضون في لومي فساعدني … وصلُ الحبيب فخاضوا اليوم في حسدي
عابوه عندي قديماً وهو يهجرني … وزاحموني عليه وهو طوع يدي
أحيد عنهم لإشفاقي فأُوهمهم … أني سلوتُ وقلبي عنه لم يَحِدِ
تحمُّلي عُدَّةٌ لي في الهوى فإذا … جوزيتُ في الأمر لم أغفل عن العُدد
هذا وصالٌ وهذا دونه طمعٌ … فأرصُد العيشَ والتنغيص في رصدِ
فيا لها نعمةً ذقتُ الشقاءَ بها … ففي فمي علقم من مضغة الشهد
القرب أفتن للمُبلى من البعدِ … وإنما حسرتي إذ نحن في بلدِ
أرى المنى وأراني كيف أُحرَمُها … لذاك ألقى الذي ألقى من الكمدِ
ما غاب عنّيَ بل غاب السرورُ به … فصرت أبكي فقيداً غير مفتَقَدِ
أبكي لشجوي ولا أبكي لمنزِلِه … أخنى عليه الذي أخنى على لبدِ
أثني الرجاء على الصبر الجميل ولا … أثني القتود على عيرانَةٍ أُجد