بين النقا فثنية ِ الحجرِ – مهيار الديلمي

بين النقا فثنية ِ الحجرِ … سمراءُ ترقبُ بالقنا السمرِ

رصفتْ قلائدها بما سفكتْ … من فيض دمعٍ أو دمٍ هدرِ

ما شئتَ من حبَّ القلوب أو ال … اجفان في بيضٍ وفي حمرِ

نزلتْ منى ً أولى ثلاثِ منى ً … فقضت نجيزة ليلة النفرِ

و جلتْ لأربع عشرة قمرا … و الشهرُ ما أوفى على العشرِ

ترمى الجمارَ وبين أضلعنا … غرضٌ لها ترميه بالجمرِ

من لي على عطلي بغانية ٍ … شبتْ وشبتُ وعمرها عمري

لم تنو في قسمٍ تحلتهُ … إلا إذا حلفتْ على الهجرِ

قالت وليمت في ضنا جسدي … طرفي على َ إسقامه عذري

و استسقيتْ لظمايَ ريقتها … فاستشهدتْ بالآي في الخمرِ

و تقول للعذالِ مغضبة ً … شيبته من حيثُ لا يدري

قبلتُ عصياناً عوارضه … عمدا فأعدى شعرهُ ثغري

و أخٍ مع السراء من عددي … و عليّ في الضراء والشرَّ

تطوى حشاه على تبسمهِ … أضلاعَ مشرجة ٍ على الغمرِ

مولاي والأحداثُ مغمدة ٌ … فإذا انتضينَ فرى كما تفرى

تعبٌ بحفظ هناتِ ميسرتي … حتى يعددها على العسرِ

الدهرُ ألينُ منه لي كنفا … لو كان يتركني مع الدهرِ

و مغيمَّ المعروف يخدعني … إيماضُ واضحيته بالبشرِ

سكنَ اليفاعَ وشبَّ موقده … نارا يغرُّ بها ولا يقرى

ذي فطنة ٍ في الشكر راغبة ٍ … و غباوة ٍ بجوالب الشكرِ

فإذا مدحتُ مدحتُ ماطرة ً … و إذا عصرتُ من صخرِ

لا طاب نفساً بالنوالِ ولا … مخضَ المودة َ زبدة َ الصدرِ

و أرادني من غير ثروتهِ … أن أستكين لذلة الفقرِ

ينجو بعرضي أن يضام له … عرضُ الفلاة ِ وغضبة ُ الحرَّ

و تنجزُ الأيام ما وعدتْ … في مثله وعواقبُ الصبرِ

و مؤيد السلطان عالية ً … يده بتأييدي وفي نصري

لو شئتُ فتُّ سرى النجوم به … و خفيتُ عن ألحاظها الزهرِ

و لبلغتني المجدَ سابحة ٌ … بالظهرِ ليست من بني الظهرِ

ترتاح للضحضاح خائضة ً … و تكدُّ بالمتعمقِ الغمرِ

تجري الرياح على مشيئتها … فتخالُ طائرة ً بما تجري

و إذا شراعاها لها نشرا … خفقتْ بقادمتين من نسرِ

في جانبٍ لينٌ يدفعها … و خطارها في جانبٍ وعرِ

يحدو المطيَّ الزاجرون له … و تساقُ بالتهليل والذكرِ

من لي بقلبٍ فوقها ذكرٍ … مصغٍ لعذلي تابع أمري

قالوا الشجاعة َ إنه غررٌ … متقاربُ الميقاتِ والقدرِ

يومان في لجًّ فإن فضلا … بزيادة ٍ قبلية العبرِ

هيهات منى ّ ساحلٌ يبسٌ … و البحرُ يفضي بي إلى البحرِ

القصدُ والمقصودُ من شبهٌ … في الجود أو حدٌّ من الغزرِ

ما أنَّ إلا أنَّ ذا أجنٌ … ملحٌ وذاك زلالة ُ القطرِ

جاري الملوكَ فبذهم ملك … سبق القوارحَ في سني مهرِ

و أرى بني الستين عجزهمُ … في الرأي وهو ابنُ اثنتي عشرِ

لا طارفُ النعماءِ منزعجٌ … فيها ولا مستحدثُ الفخرِ

من وارثي العلياء ما اغتصبوا … مجدا ولا ملكوه بالقهرِ

أرباب بيتِ مكارمٍ عقدوا … أطنابه بأوائل الدهرِ

ضربوا على الودلَ استهامهمُ … و تقاسموا بالنهي والأمرِ

في كلّ أفقٍ منهمُ علمٌ … مرعى العفاة ِ وسدة ُ الثغر

أبنا مكرمَ وهي معرفة ٌ … نصروا اسمها بإهانة الوفرِ

قطنوا وسار عطاؤهم شبها … بالبحر قامَ وملكهُ يسرى

في كلّ دارٍ من مواهبهم … أثرُ الحيا في البلدة القفرِ

و ملكتَ يا ذا المجد غايتهم … ما للبهامِ فضيلة الغرَّ

زيدتهم شرفا وبعضهمُ … لأبيه مثلُ الواوِ في عمرو

سدوا بك الغاراتِ منفردا … فملأتَ صفَّ الجحفل المجرِ

و دجا ظلامُ الرأي بينهمُ … فوضحتَ فيه بطلعة ِ الفجرِ

و أبوك يومَ البصرة ِ اعترفت … قممُ العدا لسيوفه النكرِ

ألقى عصا من عزمة ٍ بترتْ … آياتها حدَّ الظبا البترِ

لقفتْ على الكرجيَّ ما أفكتْ … كفاه من كيدٍ ومن مكرِ

فمضى يخيرَّ نفسه خورا … ذلين من قتل ومن أسرِ

يجدُ الفرارَ أحبَّ عاجلة ً … لو كفَّ غربُ الموتِ بالفرَّ

و رأت عمانُ وأهلها بك ما … أغنى الفقيرَ وأمنَ المثرى

صارت بجودك وهي موحشة ٌ … أنسَ الوفودِ وقبلة َ السفرِ

يفديك مبتهجٌ بنعمته … أسيانُ في المعروف والبرَّ

ألهاه طيبُ المالِ يحرزهُ … عن طيبِ ما أحرزتَ من ذكرِ

يبغى عثارك وهو في تعبٍ … كالليل طالبُ عثرة ِ البدرِ

قد قلتُ لما عقَّ دع مدحي … زينُ الكفاة أبرُّ بالشعرِ

اتركْ مقاماتِ العلاء له … متأخرا فالصدرُ للصدرِ

يا نازحا ورجاءُ نعمتهِ … مني مكانَ السحرِ والنحرِ

هل أنت قاضٍ فيَّ نذرك لي … فلقد قضت فيك المنى نذري

أيامَ وحدي الوفاءُ وك … لّ الناس من نكثٍ ومن غدرِ

و أرى نداك اليومَ في نفرٍ … لم يشركوا في ذلك العصرِ

اردد يدي ملأى وحاش لمن … يعتامُ جودك من يدٍ صفرِ

و اعطفْ عليَّ كما صددتَ أذقْ … طعميك من حلوٍ ومن مرَّ

و البسْ من النعماء سابغة ً … لا تدريها أسهمُ الدهرِ

تعمى النوائبُ عن تأملها … و تطيلُ فيها نومة َ السكرِ

مهما تعدْ خلقاً فجدتها … تزداد بالتقليبِ والنشرِ

و اسمعْ أزركَ بكلّ مالئة ٍ … عينَ الضجيع خريدة ٍ بكرِ

نسجُ القريحة ِ ثوبُ زينتها … و حليها من صنعة الفكرِ

من سحر بابلَ نفثُ عقدتها … سارٍو بابلُ منبتُ السحرِ

و كأنما ساقَ التجارُ بها … لك من صحارَ لطيمة َ العطرِ

تمسي لها الآذانُ آذنة ً … و لو انهنّ حجبنَ بالوقرِ

حتى أراك وأخمصاك معا … قرطانِ للعيوق و النسرِ

هذي الهديُّ عليَّ جلوتها … و عليكم الإنصافُ في المهرِ