بين النجف وأمريكا – محمد مهدي الجواهري
أأمريك يابنت ” كولمبس ” … لحبِّك وقع على الأنفس
صبوت إليك وأين الفرات … وأهلوه من بحرك الاطلس
حنّنا ولو كان في وسعنا … سعينا إليك على الارؤس
إذا آنس الصبَّ ذكر الحبيب … ففي غير ذكرك لم آنس
هواجس تدني إليك المنى … ولولا المنى قط لم اهجس
وأني ، ومابي حبّ الصخور … أحن إلى صخرك الأملس
هوى لو بشهب الدراري صبت … ولو بالعواصف لم تهمس
إذا كان من ثمر للمنى … ففي غير أرضك لم يغرس
وكم قائل ما اصطلى في الهوى … بناري وقد غرّه ملمسي
أليس سواها نفيس يرام … فقلت : هواي مع الأنفس
أحبّاى حتى م يصبو لكم … معاف ويذكركم من نسي
ألا هل أتاكم بأني متى … تدر كأس حبّكم أحتس
وأني كالليل بادي الهموم … وأني كالنجم لم انعس
ولي قلب حر عصيُّ الزمام … فإن راضه حبُّكم يسلس
وكم ليلة بتُّ في عزلة … ومن طيب ذكراكم مجلسي
وبلدة ذل تميت الشعور … فمنطيقها الحرُّ كالأخرس
أحب بلادي لو لم أخف … بها شرَّ ذي الغدرة الأشرس
يجاذب قلبي إليها الهوى … ويأبى المقام بها معطسي
جفوني ولا ذنب إلا الاباء … وإن طاب من بينهم مغرسي
وقالوا تناسى ولا حنة … وهل بلبل حنَّ للمحبس