بني مصر ما للطامعين وما لكم – أحمد محرم
بني مصر ما للطامعين وما لكم … وللنهب منها في الأكف المقسم
أنوماً على الزلزال أم لا يهولكم … تخمط هذا الصائل المتجهم
لعمر الألى أنتم بنوهم وما بنوا … من المجد في ظل الوشيج المقوم
لئن لم تهبوا هبة الليث زائراً … لتمسن من زور الحديث المرجم
لقد وعظتكم لو فهمتم عظاتها … خطوب تضيء النهج للمتفهم
ألم يئن من قومي إلى علو نهضة ٌ … لإجلاء عقبانٍ على مصر حوم
بلى قد أنى لو عاودتهم حلومهم … وأفزعهم كر المغير المصمم
بطاءٌ عن الأمر العظيم كأنما … يرون به مقضي موتٍ محتم
أذلاء حمالون كل ظلامة ٍ … ومن يتهيب جانب البأس يظلم
وما الناس إلا في جهادٍ وغمرة ٍ … من العيش يعلو مقدم شلو محجم
وكالعيلم الدنيا افتدى بعض أهله … ببعضٍ فأمسوا بن غرقي وعوم
يدق قوي القوم عنق ضعيفهم … ويغدو على ما جر غير ملوم
ولا حق إلا حيث يشتجر القنا … وحيث يلاقي مخذم غرب مخذم
هناك إذا ما الحرب حطت غبارها … فسائل به أعلى اللوائين تعلم
كذاك خشاش الطير للنسر خضعٌ … وللأسد من وحش الفلا خير مطعم
أرى مصر في عمياء يقذف جوفها … بوائق تودي بالبصير وبالعمى
يسددها رامٍ من الهول لو رمى … بها الفلك الدوار لم يتقدم
عنائي على مصر المحبب نيلها … إلي عناء الحائن العرض والدم
أفيقوا فهذي جذوة الشر بينكم … تلظى وإلا تخمد اليوم تعظم
وجدوا فإن الهون أشأم صاحبٍ … وإن العلا للكادح المتجشم
أهاب بكم مني أجش كأنما … يردد صوت القاصف المتهزم
ومبثوثة ٍ دعاءة ٍ أخذتكمو … قديماً بأمثال الأباء المضرم
رميت بها أقصى الجماهير منكمو … فسدت عليكم كل فجٍ ومحرم
ولولا خلال السوء منكم لقومت … دعائم مجدٍ للبلاد مهدم
وإن صريح القول تخلصه النهى … فينمى إلى أقصى البقاع ويرتمي
لنعم ثناء المرء حياً وغادياً … به الصحب من باكٍ ومن مترحم