بكسيت بدولتك الليالي نورا – ابن دارج القسطلي

بكسيت بدولتك الليالي نورا … واهتزت الدنيا إليك سرورا

وإذا تأملت المنى ألفيتها … قدرا لكم ولنا بكم مقدورا

وإذا تفاخرت الملوك وجدتم … من كل ملك أوجها وصدورا

وخلعتم في العالمين مساعيا … حلينهن مفارقا ونحورا

وإذا الدهور تساجلت ألفيتم … يا آل تبع للدهور دهورا

من كل دهر لا يزال كأنه … لوح يلوح بفخركم مسطورا

يتلى فتنشقه النفوس كأنما … بالمسك خط غواته الكافورا

لكم سماء الملك ما زالت بكم … تزهى فتشرق أنجما وبدورا

ولكم رياض الأرض تسقون الورى … نعما فتنبت حامدا وشكورا

فتهن يا يحيى تراث مآثر … أحرزت منها حظك الموفورا

من كل ذي ملك نموك فأنجبوا … بدرا لفجرهم المنير منيرا

واستودعوك شمائلا ومحاسنا … كرمت فكنت بحظهن جديرا

فوصلت ما وصلوا من النسب الذي … بذراك عوذ أن يرى مهجورا

فحكمت في حكم بشمل جامع … نورين زادهما التألف نورا

قمرين لم يعرف لتلك نظيرة … هذا ولا هذي لذاك نظيرا

فلأمت شعبهما بسوق وليمة … راح الثرى بدمائها ممطورا

تحكي مصارع من عداتك لم تجد … من حكم سيفك في البلاد مجيرا

فجزرت حتى بات من عاديته … حذرا يراقب أن يكون جزورا

ورفعت في ظلم الدياجي عنهما … شقرء بات لها السماك سميرا

نارا تمثل تحت ظل دخانها … كسف العجاج وسيفك المشهورا

وتخالها زهر الكواكب تحتها … قمرا تغشى دونها ساهورا

في مشهد أمسى نذيرا للعدى … وغدا لنا بالقرب منك بشيرا

ندعى له الجفى فحسبك طاعة … ممن يجيبك مغنما ونفيرا

ولمن يرى خفض النعيم محرما … يوما تريه لواءك المنشورا

فجلوت من صدف المقاصر درة … حليت منها أربعا وقصورا

فكسا المنازل مطعما ومشاربا … وكسا الأسرة نضرة وسرورا

كلا كسوت درانكا ونمارقا … وزرابيا وأرائكا وخدورا

وتتابعت منك الجنود كأنما … يطأون منها لؤلؤا منثورا

وتلألأت فيها بروق مجامر … يكسون أصبار المسوك صبيرا

هطلا بماء الورد سح كأنما … والى فروض سندسا وحريرا

يوم لك اكتتبت شهادات الندى … بالمسك في صحف الوجوه سطورا

تبدو فنقرأ في بيان خطوطها … جدوى يديك وسعيك المشكورا

لله أم مهيرة لم تعتقد … في مهرها العلق الخطير خطيرا

زفت إلى حكم بحكمك فاغتدى … ملكا مليكا عندها وأميرا

والسعد قد شمل السماء كواكبا … واليمن قد حشد الهواء طيورا

ولو ابتذلت بها مخفة والد … لم تعطها إلا السيوف مهورا

ولما جزرت لها وليمة معرس … إلا الضراغم عاديا وهصورا

ولكان يوم الزحف موقد نارها … حربا تفور مراجلا وقدورا

ولما رفعت لهسا دخانا ساطعا … إلا عجاجا في السماء ومورا

حتى تئوب وقد ملأت بلادنا … نعم العدى والناعمات الحورا

فتملاوا يا آل يحيى عمركم … في ملك يحيى بالمنى معمورا

وسقيتم ورعيتم بحياته … ورقيتم من فقده المحذورا