بغداد دام أنسها وبشرها – محمد حسن أبو المحاسن
بغداد دام أنسها وبشرها … عاد إليها مجدها وفخرها
من بعد ما كادت وحاشا مجدها … من الخمول ان يبيد ذكرها
ولم تزل نحوسها مظلمة … حتى اضاء بالسعود بدرها
واستنهضت احرار صدق نهضت … كانها الآساد درّ درّها
فجرّدت عزائماً وشيدت … مكارماً يسمو ويعلو قدرها
فلا تخادع مستبداً نفسه … فما يسود اليوم الا حرّها
يا مستبدّ الرأي ولى زمن … أنت على رغم المعالي صدرها
انك معذور إذا رمت العلى … لكنما العلياء كيف عذرها
لا تبك الا زمناً قد انقضى … بنعمة كان قصيراً عمرها
ما شكرتك حاجة قضيتها … وكان ابقى لو علمت شكرها
ان طباع السوء مذ تقسمت … اصبح فيك لؤمها وكبرها
فدع ميادين السباق للألى … يحسن فيها جريها وكرّها
مكاتب قد نظمت قلائداً … يزين اجياد الكمال درّها
كأنها الرياض يجنى زهرها … كانها الأفلاك تجلى زهرها
والجعفري المكتب الذي به … من العلوم الغرّ ما يسرها
فيه من الاحرار فتية سمت … همتها وعقلها وفكرها
كل ذكي قبست فكرته … نار ذكاء لا يبوخ جمرها
قد وطدت اساسه عصابة … موفر عند الاله اجرها
لهم إلى بيض المساعي طرب … تروقهم نشوتها وسكرها
فهم خليقون بكل مدحة … يجلى عليهم نظمها ونثرها
هبوا بني الأحرار واغنموا العلى … فقد تشوقت إليكم غرّها
وفي طلاب العز جدّوا واصبروا … ان زعيم الطالبين صبرها
فانما الدنيا بعلم وحجى … ان فقدا لم يغن شيئا وفرها