بدمي اسطر قصتي – اسماعيل سلمي
رشاشيَ المهدارُ يروي باسماً ... للناكصينَ حكايةَ الأمجادِ
طلعَ الصباحُ وساحتي مملوءةً ... بالمعتدينَ وزمرةِ الأوغادِ
فرأيتُ مسجدنا يُهدمُ جهرةً ... ويُقامُ ديرٌ حُفَ بالعُبادِ
ورأيتُ أمّتنا يُقطعُ بعضها ... بعضاً ولا صوتُ الصلاحِ ينادي
فمضيتُ لا ألوي ولا أبدي أسا ... وتعافُ نفسي مرقدي ووسادي
روحي على كفي وأحملُ مدفعي ... ويطيبُ لي حينَ الوغى إنشادي
أنا لا ألينُ ولا تهدُ عزيمتي ... بالقتلِ بالتعذيبِ بالأبعادِ
أنا مبدأي أن الهوانَ لغيرنا ... والعزُ لي ولأمتي وبلادي
لا أستسيغُ الذلَ أو أرِدُ الردى ... فالموتُ في زمنِ الهوان مُرادي
أنا لا أريدُ الشمسَ في كفّي ولا ... بدرُ الدُجى بيدي وطوع قيادي
أنا مطلبي سهلٌ فإن رام العدى ... منعي فإن الله بالمرصادِ
أنا مُسلمٌ أبغي الحياة كريمةً ... وأودُ أن أحنو على أولادي
يا أمةَ الإسلام ليلك حالكٌ ... وصلاحُ دينكِ غابَ في الألحادِ
يا أمةُ الإسلام قومي واثأري ... كفّي عن الإذعانِ والإخلادِ
لا لن يُعيدَ المجدَ جيلٌ ضائعٌ ... يبكي على ليلى بقلبٍ صادِ
لن يُرجعَ البلد السليبةَ مطربٌ ... بالطبلِ والمزمارِ والأعوادِ
قولوا بأني جاهلٌ وعقيدتي ... مدخولة وتقودني أحقادي
قولوا أحبائي وإلا فاصمتوا ... سيّان عندي رائح والغادي
أنا لن أجيبَ على الكلام وإنما ... سيجيبكم عند اللقاء جهادي
طلقاتُ رشاشي بليلٍ دامسٍ ... أحلى من البَسَماتِ في الأعيادِ
وتوسدُي لقنابلي في خندقي ... أحلى وأشهى من لذيذِ رُقادي
وغبارُ خيلِ الله في أنفي ... تفوقُ الوردَ والريحانَ بل والكادي
وأسيرُ نحو الموت معتجلَ الخُطى ... كمسيرِ أهل الحب للميعادِ
بالأمسِ أخرجني العدو وها أنا ... أُطفي لظى كبدي أريح فؤادي
لا يوجد تعليقات حالياً