بأبي الغصونَ المايساتِ عواطفاً – محيي الدين بن عربي
بأبي الغصونَ المايساتِ عواطفاً … العاطِفَاتِ على الخُدُودِ سوالِفا
المرسلاتِ منَ الشُّعورِ غدائرَا … الليناتِ معاقداً ومعاطفاً
السَّاحباتِ منَ الدَّلالِ ذلاذلا … اللابساتِ منَ الجمالِ مطارفا
الباخِلاَتِ بُحُسْنِهِنّ صِيَانَة ً، … الوَاهِبَاتِ مَتالِداً ومطارِفَا
المونقاتِ مضاحكاً ومباسماً، … الطَّيباتِ مُقبلاً ومراشفا
النَّاعماتِ مجرَّداً والكاعبات، … مُنَهَّداً، والمُهدِياتِ ظرَائِفا
الخالِبَاتِ بكُلّ سِحْرٍ مُعجِبٍ … عندَ الحديثِ مسامعاً ولطائفا
الساتراتِ منَ الحياءِ محاسناً، … تسبى بها القلبَ التَّقيَّ الخائفا
المُبدِياتِ منَ الثّغُورِ لآلِياً … تَشفي بِرِيقتِها ضَعِيفاً تَالفا
الرَّامياتِ منَ العيونِ رواشقاً … قلباً خبيراً بالحُرُوبِ مُثَاقِفَا
المطلعاتِ منَ الجيوبِ أهلَّة ً … لا يلفينَّ معَ التَّمامِ كواسفا
المُنشِيَاتِ منَ الدّموعِ سَحَائِباً، … المسمعاتِ منَ الزَّفيرِ قواصفا
ياصاحبيَّ بمهجتي خمصانة ُ … أهدتْ إليَّ أياديا وعوارفا
نُظمَتْ نِظَامَ الشملِ، فهي نظامُنا، … عربية ً عجماءَ تلهي العارفا
مهما رنتْ سلَّتْ عليكَ صوارماً، … ويُرِيكَ مَبْسِمُها بَريقاً خاطِفا
يا صاحبيَّ قفا بأكنافِ الحمى … من حاجزِ، يا صاحبيَّ، قفا قفا
حتّى أُسائِلَ أينَ سارَتْ عِيسُهُمْ، … فقدْ اقتحمتْ معاطباً ومتالفا
ومعالماً ومجاهلاً بشملة ٍ، … تشكو الوجى ، وسباسبا وتنايفا
مَطْوِيّة ِ الأقْرَابِ أذهَبَ سَيْرُهَا … بحَثِيثِهِ مِنْها قُوًى وسَدايِفا
حتى وقَفْتُ بها برَمْلَة ِ حاجرٍ، … فرأيتُ نوقاً بالأثيلِ خوالفا
يقتادها قمرٌ عليهِ مهابة ٌ … فطويتُ من حَذَرٍ عليهِ شَرَاسِفا
قَمَرٌ تَعرّضَ في الطّوافِ، فلم أكن … بِسِوَاهُ عندَ طَوافهِ بي طَائِفا
يمحو بفضلِ بردهِ آثارهُ … فتحارُ لو كنتَ الدّليلَ القَائِفا