اليتيم – إيليا أبو ماضي
خبّروني ماذا رأيتم ؟ أطفالا … يتامى أم موكبا علويّا ؟
كزهور الربيع عرفا زكيّا … و نجوم الربيه نورا سنيا
و الفراشات وثبة و سكونا … و العصافير بل ألذّ نجيّا
‘نّني كلّما تأمّلت طفلا … خلت أنّي أرى ملاكا سويا
قل لمن يبصر الضّباب كثيفا … إن ّ تحت الضّباب فجرا نقيّا
أليتيم الذي يلوح زريّا … ليس شيئا لو تعلمون زريّا
إنّه غرسة ستطلع يوما … ثمرا طيّبا وزهرا جنيّا
ربّما كان أودع الله فيه … فيلسوف ، أو شاعرا ، أو نبيّا
لم يكن كلّ عبقريّ يتيما … إنّما كان اليتيم صبيّا
ليس يدري ، لكنّه سوف يدري … أنّ ربّ الأيتام ما زال حيّا
عندما يصبح الصغير فتيّا … عندما يلبس الشباب حليّا
كلّ نجم يكون من قبل أن … يبدو سديما عن العيون خفيّا
إن يك الموت قد مضى بأبيه … ما مضى بالشّعور فيم وفيّا
و شقاء يولّد الرفق فينا … لهو الخير بالشّقاء تريّا
لا تقولوا من أمّه ؟ من أبوه ؟ … فأبوه و أمّه سوريّا
فأعينوه كي يعيش و ينمو … ناعم البال في الحياة رضيّا
ربّ ذهن مثل النهار منير … صار بالبؤس كالظّلام دجيّا
كم أثيم في السجن لو أدركته … رحمة الله كان حرّا سريّا
حاربوا البؤس صغيرا … قبل أن يستبدّ فيهم قويّا
كلّهم الجريح الملّقى … فلنكن كلّنا الفتى ” السّامريّا “