النقصُ في العبدِ ذاتي وإنَّ لهُ – محيي الدين بن عربي

النقصُ في العبدِ ذاتي وإنَّ لهُ … وقتا كمالاً ولكن فيه بالغَرَضِ

العبد لابدَّ منه فهو يطلبه … وإنَّهُ صاحبُ الآفاتِ والمرضِ

اعراضه بوجودِ النقصِ شاهدة … وما نرى أحداً ينفكُّ عنْ عرضِ

وقدْ ينالُ الذي يهوى ويحرمُهُ … وقتاً فيبصره يصبر على مَضَضِ

فقل لعقلِك قد أفهمت صورته … فقمْ على قدمِ التحقيقِ وانتهضِ

إلى المقامِ الذي ما عندَهُ عرضٌ … أيضا ويعصمه من علة الحَرَض

فإنْ تيسرَ مطلوبي ظفرتُ بهِ … وإن تعذر تعلم أنَّ ذاك قضي

فالعبد عبدٌ متى أعطاه سُرَّ به … ما كان يسأله وإنْ أبى فرضي

ولا يغرنكَ أحوالٌ فحالُتها … كالبرقِ يظلمُ جواً كانَ منهُ يضي

قدْ يعلمُ العبدُ منْ حالِ القبولِ إذا … رآه وجودَ الفعلِ منهُ رضي

السقم للعبدِ حكمٌ لا يزايلهُ … فلا يزالٌ معَ الأنفاسِ ذا مرضِ