الموت في الغابه – محمود درويش

نامي

فعين الله نائمة

عنا …و أسراب الشحارير

و السنديانة… و الطريق هنا

فتوسدي أجفان مصدور

و ثلاث عشرة نجمة خمدت

في درب أوهام المقادير

لا شيء قصة طفلة همدت

لا شيء يوحي صمت تفكير

جرح صغير… مات صاحبه

فطواه ليل كالأساطير

تاريخه .. أنفاس مزرعة

تسطو عليها كف شرير

كانت ، فلا نقرات قبرة

بقيت ، و لا صيحات ناطور

و غصون زيتون مقدسة

ذبلت عليها قطرة النور

لا شيء يستدعي غناء أسى

فالموت أكبر من مزاميري …

نامي… عيون الله نائمة

عنا ، و أسراب الشحارير

وضماد جرحك زهرة ذبلت

في مسرب في الفسح مهجور

لكن عين أخيك ساهرة

خلف الضباب ، ووحشة السور

و فؤاده ملقى على جسد

ينهد كالأطلال ..مصدور

و يداه ممسكتان في لهف

بترابه .. رغم الأعاصير …