المجدُ بينَ موروثٍ ومكتسبِ – مصطفى صادق الرافعي

المجدُ بينَ موروثٍ ومكتسبِ … والقطرُ في الأرضِ لا كالقطر في السحُبِ

وما الفتى من رأى أباءَه نجباً … ولم يكن هو إنْ عدوهُ في النُّجبِ

وإن أولى الورى بالمجدِ كلُّ فتىً … من نفسه ومِنَ الأمجادِ في نسبِ

فالشهبُ كثرٌ إذا أبصرتهنَّ ولا … يعددُ الناسُ غيرَ السبعةِ الشُهُبِ

وما رقى الملكُ المأمونُ يومَ سما … للمجدِ في درجاتِ العزِّ والحَسَبِ

ولا استجابت له الأملاكُ يومَ دعا … بفضلِ أم غذته الفضلَ أو بِأبِ

لكن رأى المجدَ مطلوباً فهبَّ له … ومن يكُن عارفاً بالقَصدِ لم يَخِبِ

وعزَّز العلمَ فاعتزَّ الأنامُ بهِ … وما إلى العزِّ غيرَ العلمِ من سَبَبِ

ودولةُ السيفِ لا تقوى دعامَتُها … ما لم تَكُنْ حالفَتْها دولةُ الكُتبِ

ومن يجدَّ يجد والنفسُ إن تعبتْ … فربما راحةٌ جاءت من التعبِ

ويلٌ لمن عاش في لهوٍ وفي لعبٍ … فميتةُ المجدِ بينَ اللهوِ واللعبِ

ألم ترَ الشمس في الميزانِ هابطةً … لما غدا برجُ نجمِ اللهوِ والطربِ