اللَّيثُ مَلْكُ القِفارِ – أحمد شوقي

اللَّيثُ مَلْكُ القِفارِ … وما تضمُّ الصًّحاري

سَعت إليه الرعايا … يوماً بكلِّ انكسار

قالت : تعيشُ وتبقى … يا داميَ الأَظفار

ماتَ الوزيرُ فمنْ ذا … يَسوسُ أَمرَ الضَّواري؟

قال : الحمارُوزيري … قضى بهذا اختياري

فاستضحكت ، ثم قال : … «ماذا رأَى في الحِمارِ؟»

وخلَّفتهُ ، وطارت … بمضحكِ الأخبار

حتى إذا الشَّهْرُ ولَّى … كليْلة ٍ أَو نَهار

لم يَشعُرِ اللَّيثُ إلا … ومُلكُهُ في دَمار

القردُ عندَ اليمين … والكلبُ عند اليسار

والقِطُّ بين يديه … يلهو بعظمة ِ فار

فقال : من في جدودي … مثلي عديمُ الوقار ؟ ‍

أينَ اقتداري وبطشي … وهَيْبتي واعتباري؟

فجاءَهُ القردُ سرّاً … وقال بعدَ اعتذار:

يا عاليَ الجاه فينا … كن عاليَ الأنظار

رأَيُ الرعِيَّة ِ فيكم … من رأيكم في الحمار