الليلكة – محمد القيسي

أيّ نافذة سكنت هذه الليلكة

وزّعت في الجهات يدي

وضلوعي

شظايا غدي

وانزوت في الخطى المربكة

قلت من أين إلى أين تدور الشبكة

لا رعاياك ناموا وكفّوا

ولا

قرّ في جسدي

طائر الحركة

قلت آتيك ذات ضحى ،

من شقوق الخيام

داخلا في التفاصيل أو خارجا ،

من صليل العظام

قلت سيّدتي ،

ها أنا أذرع الأرض فاتحة ودما

وأميرا بدون حمى

ضالعا في الضلالة والصعلكة

مشرعا قامتي مثل صفصافة لا تنام

وزرائي معي

ناقتي ودمي ، ورغيف الكلام

وأرى ما يمور بعينيك من فرح غائب ،

وسبيل

أرى دعوة القلب أن أسلكه

أترين الذي فيّ لهوا إذن

أم ترين على جبهتي

شارة التهلكة

ليس تفاحة ما توّهج في الصدر ،

لكنّ فلبي الذي قادني لرنين الخسارة ،

قلبي الذي كان قيدّني بالسبب

ثم قلّدني في احتفال طويل ،

وسام التعب ،

ها هو اليوم ينفض عنه الرذاذ

شفقا يدفق الضوء ، دفلى

عصافير تفرد ، أضلاعها وتغّني ،

فضاء يد ،

وعناقيد مشتبكة

يدخل الآن تجربة اللون منفردا ،

ساحلا

ومدى موحشا في الظلال ،

وقبّرة هالكة

كوكب غامض ما أرى ،

أم ترى كرة برتقالية ،

زهرة تتهدّل في خفّة ،

قمر نابض في الخطوط ، وأجنحة ،

وقصائد جارحة مشركة

إنّها بجعة اللون ، حالمة مرّة ،

ومرارا أرى وجهها ليلكه

في يديها أناشيد بحر ،

فأين حدود الرضا

أيّ زهر تفتّح في ذروة اللؤلؤة

كرنفال امرأة

وسرير من العشب هذا ..

حنايا تراب بعيد ،

وأيقونة موشكة

أن تقول الذي في دمي من صراخ ،

ولجلجة وعيون

أن تقول الجنون

وهي توميء لي مدركة

أنّ نهرا من الأخضر الإنفعاليّ يلبس وجهي ،

يجوس البراري غزالا ،

وأنّي لن أتركه

أيّ درب سيفضي إلى بنية اللون ،

أو كرمة في الرؤى غائمة

أيّ شمس تكون دليلي إلى بيت أمي ،

ودفقة رعشتها الحالمة

لا يد تسند الآن صدر المغنّي

وقد أوشك الصمت

أن يدركه