الليالي العاشورائية – بنت الهدى الصغرى
على باب الدارِ
عسى يأتي طيفٌ
ببعضِ الأخبارِ
وتتلو لليلِ
مناجاةَ الطفِّ
لذا منها البدرُ
حياءً يستخفي
ما لَها الأمُّ تروي باختناق
جفنُها ابيَضّ من يومِ الفِراق
تسأل الليلَ عن وجهِ الحبيب
لو اتت نحوها ريحُ العراق
السلام على البدر الكفيل
__
أميري يا ليلُ
ألا ما أحلاهُ
ولم يلقَ البدرُ
شبيهاً إلا هو
اراه ما حولي
فيُنسيني همي
يناديني حُبًّا
رضاكِ يا أمّي
صوتُه آيةُ الذكرِ الحكيم
طرفُه من يُواريهِ يهيم
يسلبُ الروحَ بالوجهِ الرحيم
بسمةُ ثغرِه دفءُ اليتيم
_
ومذ كان طفلاً
يجولُ بالقِربه
ليسقينا جوداً
بكفّيهِ العذبه
وبالروحِ أقسم
لمولاه يوما
انا افنى لكن
حسينٌ لا يظما
عينُهُ الغيثُ والكفّانِ ري
فيهما كانَ يُحيي كلَّ شَي
ليس عُجباً ففي شاطي الفرات
أصبحَ الماءُ في كفّيهِ حي
_
أيا أمَّ البدرِ
كفاكِ بالبَوحِ
فقد أطفا النورَ
دمٌ فوقَ الرُّمحِ
ولم يكفِ السيفَ
يحزُّ الكفَّينِ
أبى السهمُ إلا
عناقَ العينينِ
كيفَ للبدرِ مدمِيّاً ينام
كيفَ والصدرُ مأوىً للسّهام
ظهرُهُ آهِ أحناهُ العمود
إنّما موتُهُ أحنى الإمام
لا يوجد تعليقات حالياً