الغنوة الأولى – محمد القيسي

غنّيت يا وطني ،

وكانت غنوتي الأولى مبلّلة بأحزان الرحيل

وعشقت يا وطني ،

وكانت من عشقت صبيّة حسناء من يافا ،

فلسطينية القسمات تبسم للشعاع ،

يطلّ ، يحمل رعشة الأنسام ،

تجزع إذ تلوح خطى الغروب

كانت تغنّي للصباح

ينداح موج الذكريات على الجفون

ويروح يصفعني العذاب ،

ولسعة الأشواق والليل الغريب

الصمت إذ يمتدّ ، يحبل بيننا في الليل أحزانا رمادية

تسّاقط الزهرات يا وطني

ونسمع كلّ يوم ألف أغنية .

فلترسل الأنّات ، غنّ عذابنا ،

يا حادي الآلام يا مبكي الجراح

فلعل يغفو الجرح أو يتفجّر البركان

قد طال هذا الليل في بلدي ،

وقافلة الضياع تلجّ عبر غياهب المجهول تحملنا ،

وفي الأحداق زاد من رؤى الأحباب خلف السور ،

منسيّون نحن هنا ومنفيّون تلعننا الرياح .