الخطوب – محمد مهدي الجواهري
عَدتني أن أزوركمُ عوادي … فلا تُشَجوا بكتبكُم فؤادي
عجيبٌ ما أرتنيه الليالي … وأعجب منه أن سلم اعتقادي
بأيسر من أذاي ومن شَكاتي … رمى الناسُ ” المعرّي ” بارتداد
وما في هِمَّتي قِصرٌ ، ولكن … قدحتُ مطالبي فكبا زنادي
سلِ الأيامَ ما أنكرنَ مني … كريمَ الخِيم ، أم شرفَ الوِلاد
أرقُّ من النسيم الغضَّ طبعي … وأحمل ما يشقُّ على الجماد
فيا نفسي على الحسرات قَرّي … فأين مُراد دهركِ من مرادي
ولا ترِدي ماردَ صافيات … إذا ما كان حتماً أن تذادي
أينكر إلفتي حتى صحابي … وتنبو الأرض بي حتى بلادي
ومن عجب تضيعني وذكري … تردّده المحافل والنوادي
أيدري من يردِّدها حساناً … خلاءً من زِحتف أو سناد
تناقَلُها الرُّواة بكلّ فجٍّ … وتُهديها الحواضر للبوادي
بأن الشعرَ تشرب من عيوني … قوافيه ، وتأكل من فؤادي