الخريف في فارس – محمد مهدي الجواهري
يا هائجينَ لخريفِ فارسٍ … ما تصنعونَ لو أتى ربيعُهُ
ورافعينَ طُنُباً تدعَمه … قدودُهم دامَ لكم رفيعه
أبياتُ حُسنٍ ، نُظِّمتْ ، بيُوتُكم … جميعها وحُّكم جميعه
كأنما الجْمالُ شِعرٌ بحرُه … برٌّ وأطنابُكمُ تقطيعه
تشكركُمْ عُيونُ أرباب الهوى … وصاحبُ الاحسانِ من يُشيعه
هذا جمالٌ زانهُ نورُ الفضا … لا كجمالٍ حِفظُه يُضيعه
لله دَرُّ دَرِّه من مُرضِعٍ … كلُّ الثرى ومن به رضيعه
أُفٍّ لخَلْقٍ رشَّةٌ من السَّما … تُشبعه وَمنْعُها يُجيعه
الحيُّ بادٍ عُجْبُه وعندَه … عجيبُ أمرٍ مضحكٍ بديعه
ما الحيُّ يقتادُ القطيعَ للكلا … وإنما يقودُه قطيعه