الحمد لله ؛ نلنا السؤلَ والأربا – الهبل
الحمد لله ؛ نلنا السؤلَ والأربا … وأذهبَ اللهُ عنا الهمَّ والنصبا ؛
بالعودِ من ناعطٍ لا كان من بلدٍ … نلنا العناء به والهمَّ والكربا ؛
متى أرى ناعطاً دونَ البلادِ وقد … أذكر سنا البرق في أحشائها لهبا
لا ينظر المرؤ منهُ قصدَ ناحية ٍ … إلاّ رأى منه أو من أهله عجبا ؛
قومٌ لهمْ خلقٌ تشقى العيونُ بها … سودُ المعارف ؛ لا عجماً ولا عربا ؛
وقد وجدتَ مكانَ القول ذا سعة ٍ … فقلْ بما شئتَ ؛ لازوراً ولا كذبا ؛
وقفْ أبثكَ بعضاً منْ عجائبه … واسمع فعندي منهُ للسميع نبا
جزنا به والشتا ملقٍ كلاكلهُ … والبردُ من فوقه قد شقق الحجبا ؛
في ليلة ٍ من جمادى ذات أندية ٍ … لا ينظر المرؤ من ظلمائها الطنبا ؛
لا ينبحُ الكلبُ فيها غيرَ واحدة ٍ … حتى يلفّ على خشومهِ الذنبا
قد نشر الجوُّ رايات الرياح بهِ … وأرسل القرّ فيهِ عسكراً لجبا ؛
وشنَّ غاراته حتى أثار به … حرباً ضروساً تثير الويلَ والحربا ؛
وغيم النقعُ من ركضِ الرياح بهِ … حتى تقنع منه الجوّ وانتقبا ؛
واستقبلتْ خيمَ الأجناد جاهدة … في كسرِ كل عمودٍ كان منتصبا
وأطفأت كلّ نارٍ في الخيام فلو … أن الجحيمَ يلاقي بردها لخبا ؛
والخيلُ خاشعة ُ الأبصارِ خاضعة ٌ … لا تستطيع لما قد نالها هربا ؛
ما يطرحونَ لها في الأرض من علفٍ … إلاّ وراحَ بأيدي الريح منتهبا ؛
وكلُّ شخص صريعٌ لا يطيقُ قوى … قد لفتِ الريحُ منه الرأسَ والركبا ؛
أما الطعامَ فمثل الماءِ في عدمٍ … لا نستطيعُ له في حالة ٍ طلبا ؛
ظللتُ أبكي ربيعاً في جوانبهِ … حزناً وأنشدُ في أرجائه رجبا
وقلتُ للركب هبوا لاَ أبا لكمُ … قد جاء ما وعدَ الرحمن واقتربا ..
فاسمعْ لشيءٍ يسيرٍ من عجائب لا … تحصى ومن يدعي حصراً فقد كذبا .
يا من صبا حين هبت في السحيرِ صبا … ما أنتَ أولُ قلبٍ للنسيم صبا ؛
فقل لنجل علي أنت يا ولدي … وافقتَ يوماً بموج الريح مضطربا .