ارْبَعْ على الطّلَلِ الذي انتَسَفتْ – أبو نواس
ارْبَعْ على الطّلَلِ الذي انتَسَفتْ … منه المعالمَ أنْجُمُ النحْسِ
واسْتَوْطَنَتْهُ العُفْرُ قاطنة ً، … ولقد يكون مرابعَ الإنْسِ
لعِبَتْ به ريحٌ يمانيَة ٌ، … و حواصِبٌ تركتْهُ كالطرْسِ
فلَئِنْ عَفا، وعفتْ معالمُه، … فلقد خضعْتُ، وكنتُ ذا نفْسِ
وحللْتُ عقدَ هوايَ مقتصراً، … لصَبوحِ مُوفِيَة ٍ على الشّمسِ
صفراءَ سِلكُ جُمانِ لؤلُؤها … ألِفاتُ كاتِبِ سيّد الفرْسِ
ترْمي الحبابَ بمثلِهِ صُعُدًا، … دقّتْ مسالكُها عن الحِسِّ
و كأنَّما هي ، حينَ تُبْرِزُها … للشّارِبينَ ، عُصارة ُ الوَرْسِ
و إذا تُرامُ تفوتُ لامِسَها ، … مثْل الهبَاءِ يفوتُ باللّمْسِ
ومُوَحَّدٍ في الحسن، جلّلهُ … برِدائهِ ذو الطَّوُلِ والقُدْسِ
إنْ شئتَ قلتَ خَريدَة ٌ جُلِيَتْ … للشُّرْبِ، يومَ صَبيحة ِ العُرْسِ
وأُعِيذُهُ من أن يكون لهُ … ما تحت مِئزَرِهَا من الرّجْسِ
غنّى على طربٍ يرَجِعُهُ ، … لِيَحُثَّ كأْسَ مُعاوِدِ الحَبْسِ
يا خيرَ مَن وَخَدَتْ بأرْحُلِهِ … نُجْبُ الرّكابِ بمهْمَهٍ حلسِ
فثَنى عليهِ لواحِظًا نطقتْ … منه بمثلِ نواطِقَ المسّ
و ثَنَى يُغَنّينا مُعارِضَهُ : … لمنِ الدِّيارُ بجانِبَيْ لَجْسِ
فَلَوَ انّ قَسّاً كان حاضرَهُ، … لصبتْ إليهِ عبادة ُ القَسِّ