اتذكرت باللوى والكثيب – محمد حسن أبو المحاسن

اتذكرت باللوى والكثيب … ملعب الريم والغزال الربيب

ام تذكرت بالشقيقة أيام … وصال وعهد حسن وطيب

وسرى عاطر النسيم فأهدى … لك طيب الحمى ونشر الحبيب

وليال قصرن أنساً فطالت … بعدها لوعة المحب الكئيب

كل ريم ساجي الجفون غزير … ومهاة نشوى اللحاظ لعوب

كلما افتر ثغرها وضح اللؤلؤ … في سلسل الشتيت الشنيب

ووشاح يعدي الفؤاد خفوقاً … فهو يلقى خفوقه بوجيب

ما على المانعين نيل لقاها … من وصال العفيف غير المريب

يستزير الخيال بلغة راض … من مواعيدها بطيف كذوب

وكفى بالتقى حجاباً إذا لم … تغن شيئاً صيانة المحجوب

قرّب الذكر دارها فالتقينا … ونعيم الهوى وصال القلوب

ليس يخشى على القلوب رقيب … والتلاقي عليه الف رقيب

حاز فيه النسيب بهجة حسن … فمن الحسن بهجة في النسيب

مثلما حازت المدائح فخرا … بمعاني الشهم الهمام النقيب

شرف القول في مديح أبي … محمود الماجد الشريف الحسيب

بالأغر الوضاح والسير الجحجاح … بحر السماح غيث الجدوب

في معاليه للقوافي مجال … يتسابقن في الفسيح الرحيب

ساد أشرافها بعلم وحلم … ومضاء ونائل موهوب

ضارباً بيت سؤدد طاول الأ … نجم ضافي رواقه المضروب

قابل السؤدد التليد طريف … فتحلى قديمه بالقشيب

وكلا السؤددين عال رفيع … قاصر عنه باع كل طلوب

نسب تشرق الشموس بنور … مستنير السنا له منسوب

قل لمن رام شأوه بعد النيل … ومنك العثار جد قريب

ان للمكرمات غيرك أهلا … حملوا عبئها بغير لغوب

ملكوا غاية السباق وفازوا … بمعلى قداحها والرقيب

يسمون الفعال ميسم حسن … ان وسمتم افعالكم بعيوب

وله في الندى بشر أنيس … دونه عزة الوقور المهيب

ويحل الوفود منه بربع … كمحياه بالنوال خصيب

ويكاد المحل من كرم الأهل … يلاقي الضيوف بالترحيب

نعم مستوطن الرجاء إذا ما … طوح اليأس بالرجاء الغريب

ما دعاه داعي المكارم إلا … كان عند الدعاء خير مجيب

المساميح عند بخل الغوادي … والمصابيح في ظلام الخطوب

هم شموس العلى نجوم المساعي … مالأقمار سعدهم من غروب