إن رجال الروم يعرف أهلها – الفرزدق

إنّ رِجَالَ الرّومِ يَعرِفُ أهْلُهَا … حديِثي، ومَعرُوفٌ أبي في المَنازِلِ

وَإنْ تَأتِ أرْض الأشعَرِينَ تجدْهمُ … يَخافُونَني، أوْ أرْضَ تُرْكٍ وَكابُلِ

وَما مِنْ مُصلٍّ تَعرِفُ الشّمسَ عَينُه … إذا طَلَعَتْ، أوْ تَائِهٍ غَيرِ عاقِلِ

فَتَسْألَهُ عَني، فَيعْيَا بِنِسْبَتي … ولا اسمي وَمَنْ يَعيا سِماكَ الأعازِلِ

أنا السّابِقُ المَعرُوفُ يَوْماً إذا انجَلتْ … عَجاجَةُ رَيْعَانِ الجِيادِ الأوَائِلِ

رَفَعْتُ لِسَاني عَنْ غُدانَةَ بَعدَما … وَطِئْتُ كُلَيْباً وَطْأةَ المُتَثَاقِلِ

فَلا أعرفَنْكُمْ بَعدَ أن كان مِسحَلي … شَمِيطاً، وَهَزّتْني كِلابُ القَبائِلِ

وأنْتُمْ أُنَاسٌ تَمْلِكُونَ أُمُورَكُمْ … تَكُونُونَ كالمَقتُولِ غَيرِ المُقاتِلِ

فَإنّ احْتِمَالَ الدّاءِ في غَيرِ كُنهِهِ … على المَرْءِ ذو ضَيمٍ شَديدُ التّلايِلِ

وَأيُّكُمُ إذْ جَدّ جِدّي وَجَدُّكُمْ … يُنيخُ مَعاً عِندَ اعترَاكِ الكَلاكِلِ

وَما كنتُ أرْمي قَبْلَكُمْ من قَبيلَةٍ … رَمَتْ غَرَضِي إلاّ بصَقْعِ المَعاوِلِ

فإنْ تَنهَكُمْ عَني العِظَاتُ، فإنّني … أنَا الرّجُلُ الرّامي فَرِيصَ المُقاتِلِ

مَتى تَلْقَ أعدائي تَجدْ في وُجوهِهمْ … وَأقْفَائِهِمْ مِنّي أخَادِيدَ وَابِلِ