إن تك كلبا من كليب فإنني – الفرزدق
إنْ تَكُ كَلْباً مِنْ كُلَيْبٍ، فإنّني … مِنَ الدّراِمِيّينَ الطّوَالِ الشّقاشِقِ
نَظَلّ نَدامَى للمُلُوكِ، وَأنْتُمُ … تُمَشَّونَ بِالأرْبَاقِ مِيلَ العَوَاتِقِ
وَإنّا لَتَرْوَى بالأكُفّ رِمَاحُنَا، … إذا أُرْعِشَتْ أيْدِيكُمْ بِالمَعالِق
وإنَّ ثِيَابَ المُلْكِ في آلِ دَارِم … هُمْ وَرِثوهَا. لا كُلَيْبُ الحَّواهِق
ثِيَابُ أبي قَابُوسَ أوْرَثَها ابْنَهُ، … وأوْرَثَنَاهَا عَنْ مُلُوكِ المَشَارِق
وَإنّا لَتَجْرِي الخَمْرُ بَينَ سَرَاتِنا، … وَبَينَ أبي قَابُوسَ فَوْقَ النّمَارِقٍ
لَدُنْ غُدْوَةً حَتى نَرُوحَ، وَتَاجُهُ … عَلَينا وَذاكي المِسْكِ فَوْقَ المَفارِقِ
كُلَيبٌ وَرَاءَ النّاسِ تُرْمَى وُجوهُها … عَن المَجدِ لا تَدنو لِباب السّرَادِقِ
وإنّ ثِيَابي مِنْ ثِيَابِ مُحَرِّقٍ، … وَلمْ أسْتَعِرْها مِنْ مُعاعٍ وَنَاعِقِ
يَظَلّ لَنَا يَوْمانِ: يَوْمٌ نُقِيمُهُ … نَدامَى وَيَوْمٌ في ظِلالِ الخَوافِقِ
وَلَوْ كنتَ تحتَ الأرْضِ شَقّ حديدَها … قَوَافيَّ عَنْ كَلْبٍ معَ اللّحدِ لاصِقِ
خَرَجْنَ كَنِيرَانِ الشّتَاءِ عَواصِياً، … إلى أهْلِ دَمْخٍ من وَرَاءِ المَخارِقِ
على شأوِ أُولاهُنّ، حتى تَنَازَعَتْ … بهِنّ رُوَاةٌ مِنْ تَنُوخٍ وَغَافِقِ
وَنَحْنُ إذا عَدّتْ تَمِيمٌ قَدِيمَها، … مَكانَ النّواصِي من وُجُوهِ السّوَابقِ
مَنَعْتُكَ مِيرَاثَ المُلُوكِ وَتَاجَهُمْ … وَأنْتَ لذَرْعي بَيْذَقٌ في البَياذِقِ