إن أخلف الوعد حي يظعنون غدا – الأبيوردي
إن أخلف الوعد حي يظعنون غدا … وفى لي الطرف من دمعي بما وعدا
فلا ترى لؤلؤاً من مبسمٍ نسقاً … حتى ترى لؤلؤاً من مدمع بددا
يا سعدُ إنَّ فراقاً كنت تحذره … دنا لينزعَ منْ أحشائكَ الكبدا
هلمَّ نبكِ على نجدٍ وساكنهِ … فلن ترى بعد نجدٍ عيشة رغدا
ودعْ هُذيماً فقدْ طافَ السُّلُّوُ بهِ … وعن قريب تراه يلتوي كمدا
ويا هذيمُ ألا تبكي على وطنٍ … يذيب من أدمعي ذكراهُ ما جمدا
هلاّ اقتديتَ بسعدٍ في صبابتهِ … غداة مدَّ لتوديع الحبيب يدا
أتنجدان فؤاداً شيقاً علقت … به الصَّبابة ، إنْ أَتْهَمْتُما نجدا
أَمْ تَنْقُضَانِ عهوداً كنت أبرمها … إنْ تنقضاها فلا لُقِّيتما رشَدا
متى تغيبا ولم يمنعكما كرمٌ … أنْ تخبرا بأحاديثِ الهوى أحدا
فلا رأتْ علميْ نجدٍ عيونكما … ولا رعى بالحمى نضواكما أبدا