إنَّ الفتى منْ يراعي حقَّ خالقهِ – محيي الدين بن عربي
إنَّ الفتى منْ يراعي حقَّ خالقهِ … وثمَّ حقُّ رسولِ اللهِ إيثارا
والعارفونَ يرونَ الحقَّ عينهمُ … ولا يرونَ بعينِ الحقِّ أغيارا
فهمْ يغارونَ أنْ يلقى بساحتهمْ … خيانة ٌ منْ نفوٍ كنَّ أغوارا
فهمُ مع اللهِ لا في حقِّ أنفسهم … لذا أقاموا من التنزيه أسوارا
تنزيهِ تشبيهٍ لا تنزيهٍ ليسَ كذا … بما أتاهم من الرحمن أخبارا
يحكون ما قاله عن نفسِه فإذا … حكوه كانوا له جنداً وأنصارا
لا يعرفونَ سوى الرحمنِ منْ أحدٍ … لم يألفوا فيه لا داراً ولا جارا
لو أنهم وجدوا أمراً ينازعهم … فيه لأدخلهم نزاعهم نارا
ولمْ يكنْ مادحٌ منهم لهُ أبداً … بكل فنٍّ من الأمداحِ مِكثارا
همُ الأقلونَ إنْ قلوا وإنْ كثروا … حلاهمُ الحقُّ أسراراً وأسرارا