إليك ركائب الآمال تسعى – إبراهيم اليازجي
إليك ركائب الآمال تسعى … وعندك حرمة الآداب ترعى
وبين يديك تنقاد الأماني … فيغم برها وترا وشفعا
أفضت على الأنام سجال عرف … بها وجب الثناء عليك شرعا
أياد في الورى اتسعت وعمت … فما تركت لنا في الحمد وسعا
لئن غرقت بفضلك أرض مصر … لقد لحق الشآم نداك همعا
تحدث عن عزائمك المواضى … عظائم لم تفت في الكون سمعا
مآثر كالشموس سرت فضاءت … على الأقطار لم يتركن صقعا
باسمعيل للعرب افتخار … إليه تنتمي حملاً ووضعا
أجل إلي العلى حسباً ومجداً … وخير سراتهم أصلاً وفرعا
وأكرم كل ذي كرم طباعاً … وأعظم منة وأبر صنعا
لقد ساس البلاد بسيف عدل … به شقت صفاة الجور صدعا
وأدب أنفس الباغير ردعا … فما اتخذت سوى التسليم درعا
وأعلى للعلوم منار مجد … أضاء به ففاق النجم لمعا
ألا يت من تطول في البرايا … بفضل لا تصادف منه منعا
ومن حجت لكعبته الأماني … فأرجعها نداه أجل رجعي
دعا داعي نداك فبادرته … ركاب الحمد تفري البيد قطعا
إذا جئنا بمغرية أرتنا … عظائم فضلك المأثور سبعا
ودونك خدمة من عبد رق … يروم بها لباب الحلم قرعا
كتاب جاء بين الكتب بدعاً … وقد أهديته في الناس بدعا
إذا ما نال منك شريف لحظ … فقد باهي نفيس الدر وقعا
تغالي في الحساب فاخجلته … صنائع منك قد فاتته جمعا
وما تحصي الصحائف من أياد … تضيق بفضلها الأعداد ذرعا
غمرت بها البلاد ندى وجوداً … فكانت أخصب الأقطار ربعا
سقى الله الكنانة صوب عدل … بكفك فاق صوب المزن نفعا
وخيم بند سعدك في حماها … فراحت دونها الأحداث صرعي
تدين لك النواصي خاضعات … فيكسبها الخضوع لديك رفعا
وتدعو بالبقاء لك البرايا … وأنت أجل من في الخطب يدعى
فدم بالعز مشتملاً ودامت … إليك ركائب الآمال تسعى