إليك أبا الأشبال سارت مطيتي – الفرزدق
إلَيكَ أبَا الأشَبالِ سارَتْ مَطِيّتي … تُبارِي حَرَاجِيجاً تَجولُ ضُفورُها
تَلاقَتْ عُرَاها فَوْقَ لازِقَةِ الذُّرَى … إلَيْكَ لهَا رَوْحَاتُهَا وَبُكُورُها
تُقَاتِلُ بِالأفْوَاهِ عَنْهَا رِكَابُنَا، … إذا ما خَلَتْ للوَاقِعَاتِ ظُهُورُها
تَرَى كُلَّ حَرْجُوجٍ تَخِرُّ نِعَالُها … إذا خَلْفَ كورِ الرّحلِ أُرْدفَ كورُها
إلى أسَدٍ سارَتْ برَحْلي وَخَاطَرَتْ … عَوَادِيَ مِنْ غُلْبٍ يكادُ زَئِيرُها
تَصَدَّعُ منهُ الأرْضُ وَهيَ صَحيحَةٌ … إذا سَمِعَتْهُ أوْ تَقَلّعَ قُورُها
وَكُنْتُ إذا جَاءَ البَرِيدُ سَألتُهُ … على دَهَشٍ، والنّفسُ يخشَى ضَميرُها
حَوَادِثَ أخْشَى أنْ يمَسّكَ بَعضُها … إذا التّرْكُ لاقَى المُسلِمينَ مُغِيرُها
وَأنْتَ امرُؤٌ في النّاسِ ما مِنْ قَبيلَةٍ … تُحَالِفُهَا، إلاّ يَعِزّ نَصِيرُهَا