إلى مُصْطَافة – نزار قباني

أأنتِ على المُنْحَنى تقعدينْ؟

لها رئتي هذه القاعدَهْ..

لننهبَ داليةً راقِدَهْ..

لنسرقَ تيناً من الحقل فَجَّاً

لأفرطَ حَبَّاتِ تُوتِ السياج

وأُطْعِمَ حَلْمَتَكِ الناهدَهْ

لأغسِلَ رجليْكِ يا طفلتي

بماءِ ينابيعها الباردَهْ

سَمَاويّةَ العَيْن .. مُصْطَافتي

على كَتِف القرية الساجدَهْ

وفي مَرَح العَنْزَة الصاعدهْ

وفي زُمَر السَرْو والسنديانِ

وفي مقطعٍ من أغاني جبالي

صديقةُ . إن العصافيرَ عادتْ

أًُحبُّكِ أنقى من الثلج قلباً

وأطهرَ من سُبْحة العابدَهْ

كما احتملتْ طفلَها الوالدَهْ

أُحبُّكِ .. زوبعةً من شبابٍ

جُمُوعُ السُنُونُو على الأفق لاحَتْ

فَلُوحي .. ولو مرةً واحدهْ..

صديقةُ . إن العصافيرَ عادتْ

لتنقرَ من جُعْبة الحاصدَهْ

أًُحبُّكِ أنقى من الثلج قلباً

وأطهرَ من سُبْحة العابدَهْ

حملتِ اندفاعةَ هذا الصبيِّ

كما احتملتْ طفلَها الوالدَهْ

أُحبُّكِ .. زوبعةً من شبابٍ

بعشرينَ لا تعرفُ العاقبَهْ

جُمُوعُ السُنُونُو على الأفق لاحَتْ

فَلُوحي .. ولو مرةً واحدهْ..