إلى الغاية القصوى وإن شئت فازدد – أحمد محرم
إلى الغاية القصوى وإن شئت فازدد … ومايك من صعب فذلل ومهد
هي الهمة أشتدت فما من هوادة … وإن خيف شر الحادث المتشدد
إلى المظهر الأسمى فما لك دونه … معاج ولا للصحب من متردد
إلى ما وراء العزم إلا لاح مطلب … هنالك أو شاق المنى وجه مقصد
بنا ظمأ يا فتح ما حان موعد … من الورد إلا ارتد عنه لموعد
تطاول حتى ما يبل غليله … سوى المورد الأقصى فكبر وأورد
أتفهق بالري الحياض لأهلها … ونحن نعاني غلة الحائم الصد
أغثنا بشرب كالذي ذاق قومنا … فكان لهم نورا به الروح تهتدي
له قطرات من سنا الوحي أشرقت … من الحسن إشراق الجمان المنضد
تطالع آفاق الحياة وتنتحي … ثواقب ترمي كل أفق بفرقد
بهاتيك فاهد القوم يا فتح واتخذ … لهم في ذراها مصعدا بعد مصعد
أراهم حيارى لا يصيبون هاديا … وفيهم كتاب الله يا فتح فاشهد
تباركت ربي أنت علمتنا الهدى … تباركت من هاد أمين ومرشد
فتى الفتح هذا ما ورثت من التقى … عن المورثينا كل مجد وسؤدد
أرى كل ميراث جليل محببا … ولا مثل ميراث النبي محمد
فذلك كنز الدهر من يك جاهلا … فعندك علم العبقري المسدد
أقم من بناء الله كل مهدم … إذا القوم هدوا كل عال ممرد
ألست ترى القوم الذي تألبوا … على دينه من خارجي وملحد
أرى أمة تأبى على كل مصلح … وتلقي بأيديها إلى كل مفسد
مبددة الأهواء لم تستقم على … سبيل ولم تأخذ برأي موحد
لكل فريق سامري يضله … بعجل تراه العين في كل مشهد
كأنك إذ تبغي الهدى أو تقودها … إلى الحق ترميها بصماء مؤيد
أعدها إلى الإسلام إن كنت تبتغي … لها الرشد واصرفها عن الغي والدد
أهبت بها ردي عنانك وارجعي … فان يك منها مرجع فكأن قد
دعوتك ربي فارزق الفتح أمة … يريها سجايا الفاتحين فتقتدي
بنى كل جياش القوى ووهت يدي … فما أنا بالباني ولا بالمجدد
لك الأمر ما رشد الشعوب إذا غوت … علي ولا أمر الممالك في يدي