إذا رضيتْ رباكَ عنِ الرَّبيعُ – مهيار الديلمي

إذا رضيتْ رباكَ عنِ الرَّبيعُ … فأهونُ ما أدلُّ بهِ دموعي

أدارَ الحبِّ إذْ خنساءُ جارٌ … ورامة ُ ملعبُ العيشِ الخليعُ

وأترابُ الهوى متزاوراتٌ … سريعاتُ الأفولِ منَ الطّلوعِ

لياليَ إذْ ليالي منْ شبابي … شواعبُ حينَ أدنتْ منْ صدوعي

إذا صدَّتْ لتهجرني شموسٌ … سفرتُ فكانَ منْ وجهي شفيعي

وقفنا نستعيدكِ ما ألفنا … وأينَ ذهابُ أمسك منْ رجوعِ

ويبكي نازلُ الطّرّاقِ منّا … فيصبغها دموعاً منْ نجيعِ

وما خمدتْ بذي العلمينِ نارٌ … يشيمُ ضيوفُ موقدها ضلوعي

ونابذة ٍ معِ الحصياتِ عهدي … وكانَ لها مكانُ يدِ الضّجيعِ

إذا قاضيتها أخذتْ بعدلٍ … لحسنِ الوجهِ منْ قبحِ الصّنيعِ

وليلِ قدْ سهرتُ وكمْ سهادٍ … أحبَّ إلى العيونِ منَ الهجوعِ

وخوَّانينَ منفردينَ عنّي … فما نقصَ الوحيدُ عنِ الجميعِ

وعاذلة ٍ تمدُّ حبالها لي … وطرتُ فأينَ حبلكَ منْ وقوعي

تلومُ على النّزاهة ِ وهي تدري … بأنَّ قناعتي حسمتْ قنوعي

وقافية ٍ جمعتُ لها شرودا … بها ووصلتُ حبلَ أخٍ قطوعِ

ترى البيتَ الجديدَ يهزُّ منها … معاودهُ على سمعٍ رجيعٍ

وسوقٍ للكسادِ شريتَ فيها … بديعُ البيعِ بالحمدِ البديعِ

فلو شهدَ ابنُ أيُّوبٍ مقامي … نجوتُ بمصرخٍ منهُ سميعِ

إذنْ لحمى يدي وحمى جناني … أخٌ لا بالخؤونِ ولا بالخدوعِ

فتى ً يدهُ على خللي ودائي … يدُ الرَّاقي على العضوِ اللسيعِ

أتاني رائدي بالصّدقِ عنهُ … فها أنا منهُ أرتعْ في ربيعِ

صفا لقبيلِ أيُّوبٍ غديري … ولانَ على مقادتهمْ منيعي

إذا ما النّاسُ كنتُ لهمْ ببعضي … مماذقة ً محضتْ لهمْ جميعي

فداؤكَ حاسدوكَ على اختياري … وقدْ جهلوا الأشمَّ منَ الجديعِ

وغاظهمُ انفرادكَ بي ونشري … محاسنكَ الغرائبَ في الجموعِ

وكلُّ غريبة ُ الأبوينِ بكرُ … رداحٍ شرطَ سمعكَ أو شموعِ

عريقة ُ مفخرٍ نشأتْ وقرَّتْ … معَ الأبكارِ في بيتٍ رفيعِ

يعدنكَ زائراتٍ كلّ عيدٍ … نواطقَ بالصّبابة ِ والنُّزوعِ

وغيركَ جاءَ يخطبهنَّ منّي … فما أغنى الوقوفُ على الرُّبوعِ