أيُّ ذنبٍ في هواكم أذنبَهْ – ابن معصوم المدني

أيُّ ذنبٍ في هواكم أذنبَهْ … مغرمٌ لم يقضِ منكم أربَهْ

أوجبَ البينُ له فرطَ الأسى … بجفاكم يا تُرى ما أوجبَهْ

ليس نُكراً بكُمُ إعجابُهُ … من رأى شَيئاً عجيباً أعجبَهْ

لا تلومُوه إذا هامَ بكم … وصبَا شوقاً وأبدى وَصَبَهْ

ما ألذَّ الوجدَ في حِّبكُمُ … وعذابي فيكُمُ ما أعْذبَهْ

يا نزول الخَيْفِ ما ضرَّكم … لو وَصَلتم من قَطعتُمْ سَببَهْ

مُستهامٌ خانَه الصَّبرُ فمذْ … بعُدتْ أظعانكم ما قربَهْ

كلَّما لاحَ بريقٌ شاقَه … وإذا هبَّ نسيمٌ أطربَهْ

منذُ أقصتهُ النَّوى عن داركم … ما أساغَ الدَّهرُ يوماً مشربَهْ

وإذا رام هُجوعاً طَرفُه … هزَّه الشوقُ إليكمْ فانتَبهْ

وبشرقيَّ الحِمى من ضارِجٍ … بدرُ حُسنٍ منه في البدر شَبَهْ

أضرمَ الأحشاءَ وجداً وأسى ً … وسَبى العقلَ غراماً وسبَهْ

أسمرٌ لو غالبَ اللَّيلُ به … هاجمَ الصُبح عليه غَلبَه

لا يرى في الحبِّ عتباً وإذا … عتبَ الصبُّ دلالاً أعتبَهْ

مزجَ الدلَّ بأعراض الجَفا … وحكى الإدلالُ منه غضبَه

فإذا رام محبٌّ عتبَهُ … خفي الأمرُ عليه واشتبَهْ