أيوما مثلَ يوم الجز – مهيار الديلمي

أيوما مثلَ يوم الجز … عِ تنساه وإن قدما

وتكفرهُ وقدماً كن … ت ممّن يشكر الحلما

ملاعبُ صبوة ٍ وهوى ً … ودارُ سلامة ٍ وحمى

رزقنا منه صيدَ العي … نِ والقنّاصُ قد حرما

جآذر من ظباء الإن … س كنَّ دمى ً ولسنَ دمى

قنصناهن دون منى ً … ولم نتحرَّج الحرما

وفيهنَّ المنى صفرا … ءُ يفتلُ كشحها هضما

تريك بحسن صبغتها … سلامة َ لونها سقما

تلفَّتُ عن وميض البر … قِ عارضة ً ومبتسما

أصابَ بها بصيرته … غويٌّ يعبدُ الصنما

رمتني يوم ذي الجمرا … ت عن طرف رنا فرمى

وكان لسهمها ما شا … ء من قلبي وما احتكما

نعمتُ بها على إضم … ويشقى بعدُ من نعما

يدٌ للحج شلَّ النف … رُ بسطتها وما علما

شكرناها وإن بعث ال … شّفاءُ بها لنا سقما

سل الورّاد يمتاحو … ن زمزمَ ماءها الشبما

من الماء الذي يردو … ن يشفي أو يبلُّ ظما

ولم يرشفْ لنازله … وراءَ المأزمين لمى

سقى الله المحصبَ ما … سقتْ أرضا نجومُ سما

فحيث جرت دماءُ البُد … نِ قلّبتَ الدموعَ دما

بعينك هنّ خيماتٌ … وما بك أن ترى الخيما

فيا زمنا بذاك العي … ش مرَّ أما تعودُ أما

حلفتُ بها محبَّسة ً … تمجُّ أنوفها الخزما

بدائدَ أو تخالَ بها … على أكم اللّوى أكما

ترى ألهوبها في السي … ر شبَّ على الغضا ضرَما

سواهمَ كنّ حمرا قب … لَ تحمل ضمَّرا سهُما

لأضحت في بني عبد ال … رّحيم مودتي رحما

صحبتهمُ على خوفٍ … فكانوا الأشهرَ الحرما

وناطوني بأنفسهم … فرحتُ بهنّ ملتحما

وضمُّوني وكنتُ مدع … دع الجنباتِ مقتسما

شريتهمُ بأهل الأر … ض مع تحقيقي القيما

فلم أغبن ولم أقرعْ … بشوكة ناجذي ندما

رجمتُ بنصلِ أيديهم … صليدَ الدهر فانحطما

وقمتُ بهم من الأيا … م منتصرا ومنتقما

ملوكا يحسبون الجو … دَ مقدورا لهم حتما

رضوا بوجودِ مجدهمُ … فلم يتسخَّطوا العدما

كأنَّهمُ إذا افتقروا … أبرُّوا بيتهم قسما

همُ سنّوا الحجا فالطو … دُ لولاهم لما حلُما

وجادوا فاستمدّ الغي … ثُ من أيديهم الكرما

رمتْ فوق السماء بهم … مسماعٍ كلُّهن سما

فكانوا مزنها شيما … وكانوا شهبها قسما

بهم تمّ الكمالُ فتى ً … وشبَّ وبعدُ ما احتلما

تضاهوا فيه واشتبهوا … نهى ً وتماثلوا همما

تمامُ الرمح بالأنبو … ب والأنبوب منتظما

وأصبحَ من أبي حسنٍ … طريقُ علائهم لقما

هم الأعلامُ لكن شبَّ … نارا تشرفُ العلما

وفى عينُ الكفاة ِ لهم … بما أغنى وما عظما

وقام بشرع سؤددهم … فأضحى دينها قيما

فتى ً شهدَ التفرّسُ في … نجابته بما علما

وقدَّمه الوقارُ على ال … كهول وبعدُ ما فطما

أنال فكان مقمورا … وغار فكان محتشما

قضى قاضي السحاب على الس … حاب له إذا حكما

فقال له معاني الجو … دِ والأسماءُ بينكما

قضية ُ صادع بالح … قّ ما حابى وما ظلما

وذلَّل رأيهُ ما أع … جز الرُّوّاضَ والُّلجما

فما عنَّاه من أمر … رياضته وقد هرِما

محاسنُ عاد يعترف ال … حسودُ بها وإن رُغما

وبارقة من الإقبا … ل تلفح عارضا سجما

بدتْ شررا وسوفَ تدبُّ … حتى تملأ الفحما

وإن قعد الزمانُ بها … وفتَّر بعد ما احتدما

وقصّر سعيه شيئا … وكان مصمِّما قدُما

سيبعدُ خطوه فيها … غداص ويوسِّع القدما

ويرجعُ نادما يبني … من العلياء ما انهدما

ضمانٌ لي على الأيّا … م فيك عقدته ذمما

ووعدُ الدهر عندي في … علاكم قلَّما انجذما

فلا يقنك من وصل السّ … عادة ِ عاتبٌ صرَما

وخذ للعزّ أهبة َ من … توثَّب بعد ما جثما

وثوبَ الليثِ أخدرَ … ثمَّ هبَّ مفارقا أجما

وجدّد لبسة النيرو … ز ثوبا ينصفُ القدما

شبابَ الدهر أو تلقا … ه أشمطَ رأسه هرما

ووفِّ الحمد كيلة قا … سمٍ لك خيرَ ما قسما

يزورك من مكامنه … بما أخفى وما كتما

بدائدَ تنظم الأسما … عَ مما تنثر الحكما

تكون بذكرها سحرا … وإن هي سمِّيت كلما

تسودُ الشعرَ أو تضحي … لها ساداته خدما

تؤمُّك لا تغبُّك نا … ئيا ألفتك أو أمما

لتعلم أنها ترعى ال … أواصرَ منك والحرما

وأنّ الخارصَ الواشي … إليك بغدرها أثما

تحرّش ئم جرَّبكم … لينقلَ غيرَ ما فهما

فلمّا أن رآكم طل … عة ً لقذافهِ رجما

ولا وأبي العلى إن كا … نَ ما سدَّى كما زعما