أيغنيك دمع أنت في الربع ساكبه – الهبل
أيغنيك دمع أنت في الربع ساكبه … وقد رحلت غزلانه ورباربه
تهون أمر الحب مدعيا له … وما الحب أهل أن يهون جانبه
لكل محب كأس هجر وفرقة … فإن تصدق الدعوى فإنك شاربه
عجبت لصب يستلذ معاشه … وقد ذهبت أحبابه وحبائبه
فلا حب مهما لم يبت وهو في الهوى … قريح المآقي ذاهل القلب ذاهبه
ومكتئب يشكو الزمان وقد غدت … مشارقه مسلوكة ومغاربه
وملتزم الأوطان يشكو همومه … وقد ضمنت تفريجهن ركائبه
فشق أديم الخافقين مجردا … من العزم سيفا لا تكل مضاربه
وحسبك أدراع من الصبر إنها … لتحمد في جلى الخطوب عواقبه
فأي لئيم ما الزمان مسالم … له وكريم ما الزمان محاربه
فلا كان من دهر به قد تسودت … على الأسد في آجامهن ثعالبه
كفى بالنبي المصطفى وبآله … فهل بعدهم تصفو لحر مشاربه
دعا كل باغ في الأنام ومعتد … إلى حربهم والدهر جم عجائبه
فكم غادر أبدى السخائم واغتدت … تنوشهم أظفاره ومخالبه
سيلقون يوم الحشر غب فعالهم … وكل امرء يجزى بما هو كاسبه
أهين أبو السبطين فيهم وفاطم … وأهمل من حق القرابة وأجبه
تجاروا على ظلم الوصي وربما … تجارى على الرحمن من لا يراقبه
ولم يرجعوا ميراث بنت محمد … وقد يرجع المغصوب من هو غاصبه
فما كان أدنى ما أذوها بأخذ ما … أبوها لها دون البرية واهبه