أيا بنَ رجاءٍ وابنَهُ الخيرَ لا يزلْ – ابن الرومي

أيا بنَ رجاءٍ وابنَهُ الخيرَ لا يزلْ … رجاءٌ نحيفٌ يَغْتَدي بكَ بادنا

مَنَحْتُكَ من وُدِّي مُقيماً مكانَهُ … يُبارِي ثَناءً لم يزلْ فيكَ ظاعنا

أَعُدُّكَ في الزُّهْر التي هي سبعة ٌ … بدئياً ويأبَى الحقُّ عَدِّيكَ ثامنا

وإنْ كان فيها المشتري وهو سعدُها … وشمسُ الضُّحى والبدرُ غُرَّا أيامنا

ولا بدَّ مِن صِدْقيكَ والصِّدقُ واجبٌ … لكل صديقٍ يَسْتَصحُّ البطائنا

بشعرِكَ عَيْبٌ فاحشٌ غيرَ أَنَّهُ … إذا عدَّ زَيْن لم يزل لك زائنا

أُبوَّة آباء إذا قِيسَ مجدُهُمْ … بشعرِكَ عفى منه تلك المحاسنا

وإن كان شعراً للضمير ملائماً … حلالاً ولطفاً للنظيرِ مُبائنا

أُدِقَّتْ معانيهِ وفُخِّمَ لفظُه … فغادر أشتاتَ القلوبِ قرائنا

غدا غيرَ ملحون غُدوَّ مُلَحَّن … وراح بأسرارِ البلاغة لاحنا

فألهى امْرأً تسكينهُ متحركاً … وأبكى أمرأً تحريكهُ منه ساكنا

فَمُلِّئْتَهُ لا باذلاً حُرَّ وَجههِ … ومُلِّئتُما فَضلاً من الله صائنا