أنكرت ويك ودادها المعلوما – ابن شهاب
أنكرت ويك ودادها المعلوما … فأذاع دمعك سرك المكتوما
وزعمت نسيان الأوانس بعدما … غادرن قلبك للغرام غريما
دع هذه الدعوى فلست بقادر … يوماً على أن لا أراك سقيما
نفس الصبا أغراك في زمن الصبا … بصبابة تذر السليم اليما
ونحول جسم المرء أعدل شاهد … يقضي بكون فؤاده مكلوما
وَلَكم إلى سوق المنون بسحرها … تِيْك العيون متيم قد سيما
لو سلمت سلمى عليك لسلمت … شبحاً بسم هوى الحسان سليما
أتراك تترك أن تحاول وصلها … فتثوب عن سام الصدود سليما
تبدو لعينيك دارها ومزارها … من دونه هول يهيم الهيما
شرعت لها ما بين أنياب الأساود … والأسود سبيلها المعلوما
يا دارها حيتك مرزمة الحيا … وعِمِي صباحاً إذ ضممت ظلوما
فوحق ساكنها يميناً بَرَّة ً … لا فاجراً فيها ولا مأثوما
لا زلت معتكفاً بحانة حبها … ولشرب كاسات المدام مديما
حتى يئوب القارضان ويعجز الجاني … أبا بكر ابن إبراهيما
ملك له عنت الوجوه وأذعنت … إذ كان نافذ أمره مبروما
ملك أدال لملة الإسلامبالعضب … الحسام العز والتعظيما
وأقام دين محمد بمهند … أمضى به التحليل والتحريما
راض لما يرضى الإله وساخط … من كل فعل يسخط القيوما
ما زال منتصراً لملة أحمد … حتى أبان العلم والتعليما
بجهور الفيحاء راية ملكه … خفقت فتشرف ذلك الإقليما
أضحت به حرماً وأضحى كعبة … فيها ومرساها غدا تنعيما
ساوى بها بين الورى فبسوحها … لا ظالماً تلقى ولا مظلوما
وهو الذي لمن اهتدى ومن اعتدى … يولى الجميل ويقطع الحلقوما
وبذابل في كفّه وبنائل … منها ترى المطعون والمطعوما
أسد له الأسد القشاعم طُوَّعٌ … في الحرب ترهب بأسه المخدوما
مهما تزره تجده في وزرائه … بل في البسيطة كلها المخدوما
في حضرة جُلَّت فلم تسمع بها … لغواً ولا لغطاً ولا تأثيما
وإذا أديرت كأس ود بينهم … في الرأي كان مزاجها تسنيما
إن تَدْعُ يا مهراج مجتدياً يجب … من قبل إخراج اللسان الجيما
سبق الملوك إلى العلا ولقد أتى … متأخّراً فاستوجب التقديما
وعلى جلالته ورفعة شأنه … في حر جبهته تلوح السيما
عز النظير بهذه الدنيا له … في المجد حتى أشبه المعدوما
أمَّ الأنام إلى الفخار فهل ترى … ذا مفخر إلا به مأموما
رباه حجر المجد حتى جاءنا … عمّا يدنس عرضه معصوما
يا أيها الملك الجليل مقامه … لا زلت في أوج الكمال مقيما
عذراً فأنى تعرب الألفاظ عن … علياك حتى تودع المرقوما
إني سبرت ملوك عصري ممعناً … ممّن تدير فارساً والروما
فوجدتك الملك الجدير وغيرك … المظنون والمشكوك والموهوما
وإليكما بكرية بكرا زهت … بالحسن تشبه درها المنظوما
أومت مسلمة فأخجلها الحيا … وتحية الملك العظيم الإيما