أناعسة َ الأجفانِ أسهرتِ مكمدا – ابن نباتة المصري

أناعسة َ الأجفانِ أسهرتِ مكمدا … عسى تكحلي عينيه بالخصر مرودا

فيا حبذا للخصر مرود عسجدٍ … جعلت عليه للذوائب إثمدا

لئن فهمت عيناك حالي معرباً … لقد سلّ منها الجفن سيفاً مهندا

وان كان فيك الحسن أصبح كاملاً … لقد أصبح اللاحي عليك مبردا

وان كنت مع شيبي خليع صبابة ٍ … فيا ربّ يومٍ من لقاكِ تجددا

و ياربّ ليلٍ فيه عانقت كاعباً … تذكر صدري نهدها فتنهدا

وقيدني احسانها بذوائبٍ … ومن وجد الاحسان قيداً تقيدا

فياليتها عندي أتمت جميلها … فتكتب في قيدي عليه مخلدا

زمان الصبى يا لهف حيران بعده … يظلّ على اللذات في مصر مبعدا

ولو عاودت ذاك الشقي شبيبة ٌ … لعاود ذياك النعيم وأزيدا

وأشهى اليه من رجوع شبابه … رجوعك يا قاضي القضاة مؤيدا

بدأت بحكمٍ وقت الخلق حمده … وعدت فكان العودُ أوفى وأحمدا

وكان سرور اليوم في مصر قد فشا … فكيفَ وقد أنشأت أضعافه غدا

ولم أنس من دار السعادة صحبة … مباركة الاثنين تطلع أوحدا

مدائح لما كان ممدوح مثلها … تراه البرايا مفردا كنتُ مفردا

أجيدٌ ويجدي عادتينا وانما … لكل امرءٍ من دهره ما تعودا

فدتكم بني السبكيّ خلقٌ رفعتمو … فلا أحد إلا اذاً لكم الفدا

ولا أحدٌ إلا خصصتم برفدكم … فلا فرق ما بين الأحبة والعدى

وما تخرج الاحكام عنكم لغيركم … فسيان من قد غاب منكم ومن بدا

فلو وكفانا الله وليَ غيركم … لما راح في شيء يجيد ولا غدا

وما الشام الا معلم قد ملأته … بعدلك أحكاماً وعلمك مقتدى

حكمت بعدل لم تدع فيه ظالماً … وصلت بعلمٍ لم تدع فيه ملحدا

وجدت الى ان لم تدع فيه مقترا … وسدت الى أن لم تذر فيه سيدا

واعطيت في شرخ الصبا كل سؤدد … الى أن ظننا أن في المشيب أسودا

يقول ثناء الخزرجي وقومه … لعمرك ما سادت بنو قيلة ٍ سدا

ولا عيبَ في أثناء عيبة يلتقي … سوى سؤدد يضني وشاة ً وحسدا

فدونكها علياء فيكم ترددت … وعزم اختيار فيكمُ ما ترددا

وهنئتها أو هنئت خلعاً إذا … أضاءت فمن أطواقها مطلعُُ الهدى

وان أزهرت بيضاً وخضراً رياضها … وفاحت ففي أكمامها سحب الندى

اذا ابن عليّ سارفي الشعرِ ذكره … فقل حسناً زكَّى قصيداً ومقصدا

جوادا أتينا طالباً بعد طالب … فهذا اجتدى منه وهذا به اقتدى

مسافرة أموالهُ لعفاتهِ … كأنَّ الثنا حادٍ باظعانها حدا

له في العلى بابٌ صحيحٌ مجربٌ … لعافٍ رجا خيراً وعادٍ قد اعتدى

فلله ما أشقى الحسود بعيشة ٍ … لديه وما أهنى الفقير وأسعدا

وكم قابلت رجوايَ حالاً حسبته … فضاعف لي ذاك الحساب وعددا

وكم نقدة ٍ من تبره ولجينه … تخذتُ لديها كالمنجم مرصدا

رأيت بنقديهِ بياضاً وحمرة ً … فقلت لي البشرى اجتماعٌ تولدا

وسدت على نجل الحسين بمدح من … سأثقلُ أفراسي بنعماه عسجدا

أأندى الورى كفاه وجهة ذي حيا … على أنه أجدى وجاد وجوَّدا

أغارَ على حالي الزمانُ بعسفه … ولكن ندى كفيك في الحال أنجدا

وما كنت أبغي في المعيشة مرفقاً … فكم من يدٍ في الجود اتبعتها يدا

حلفت بمن أنشا بنانك والحيا … لقد جدت حتى المجتدي بك يجتدى

ومن قطع الاطماع من كل حاسدٍ … لقد زدت حتى ما يكون محسدا

ولا خبرٌ في الحلمِ والعلمِ والثنا … تجاه الورى الا وذكرك مبتدا

فعش للعلى تاجاً يليق بمثله … فريد الثنا ممن أجاد منضدا

تردّ الردى عنك المحبون فدية … تكون لهم في الترب مجداً مؤيدا

ولا أرتضي موت العداة فانهم … ببقياك في عيشٍ أمرّ من الردى