أمر الأمير لما احب دعاني – جبران خليل جبران
أمر الأمير لما احب دعاني … سببان للإقبال والإذعان
لكن نهى عن أن أشيد بمدحه … ومن المطاع سواه إذ ينهاني
عن يذكر الخلق العظيم فرمزه … عمر وهل في عصرنا عمران
جم الهموم ومن أجل همومه … أن تستدام أواصر الأوطان
ما مصر ما السودان غلا جانبا … قلب سوي الخلق لا قلبان
أو توأما رحم وليدا حرة … إن حيل بينهما سيلتقيان
أي اجتماع كاجتماع بني أب … دال الهوى فيهم من الشنآن
بالشرق ما بالشرق من علل وما … فيها أشد أذى من الخذلان
يا صاحبي أحاة مقضية … للصاحبين وليس يتفقان
أم هل تتم عظيمة في أمة … والقائمون بأمرها شطران
تالله ما لتفرقات ولا القلى … بذلت نفس رجالنا الشجعان
بل للحياة كريمة قد حققت … فيها رغائب اللحمى وأماني
أهلا بجيرتنا الكرام ومرحبا … بافخوة البرار لا الضيفان
بذؤابة العلياء في أرجائهم … وخلاصة النجباء والأعيان
إلمامكم سر القلوب فأقبلت … تبدي كمين شعورها بلساني
وأكاد لا أوفي لكم شكرانها … لوصفت آيات من الشكران
فإذا تعابى عن أداء مرادها … قول ففي الزينات لطف بيان
آيات إكرام وإكبار لكم … جليت بمختلف من الألوان
في مصر والسودان شعب واحد … ايقال عدلا إنه شعبان
ما فيك إلا أمة مصرية … يا مصر من أهل ومن إخوان
نعم الحمى لمن انتمى ولمن نمى … من مبدإ المدنية الهرمان