أمرتجعٌ لي فارطَ العيشِ بالحمى – مهيار الديلمي

أمرتجعٌ لي فارطَ العيشِ بالحمى … غرامي بتذكار الهوى وولوعي

وكرِّي المطايا أشتكي غير ضامنٍ … وأدعو منَ الأطلالِ غيرَ سميعِ

نعم يقنعُ المشتاقُ ما ليسَ طائلاً … وإنْ لمْ يكنْ قبلَ النَّوى بقنوعِ

وقفنا بها أشباحَ وجدٍ ولوعة ٍ … وأشباهَ ذلٍّ للنّوى وخشوعِ

نحولُ ركابٍ ضامها السَّيرُ فوقهُ … نحولُ جسومٍ في نحولِ ربوعِ

لعمر البلى ما اقتادَ منْ ضوءِ ضارجٍ … سوى مسمحٌ للنَّائباتِ تبيعِ

وقدْ كسيتْ أطلالُ قومٍ وعرِّيتْ … فما منعتْ دارٌ كأمِّ منيعِ

رحيبة ُ باعِ الحسنِ طاولتِ الدَّمى … فزادتْ بمعنى ً في الجمالِ بديعِ

خطتْ في الثَّرى خطو البطيءِ وقاسمتْ … لحاظاً لها في القلبِ مشيُ سريعِ

كأنَّ مطيباً قال للعترة ِ افتقي … يقولُ لها جرِّي الذيولَ وضوعي

واعهدها والدَّمعُ يجري بلونه … فتصبغهُ منْ خدَّها بنجيعِ

كأنَّ شعاعَ النّضارِ في وجناتها … يطيرُ شرارَ النَّارِ بينَ ضلوعي

وعصرُ الحمى عصري وضلعُ ظبائهِ … معي وربيعُ العيشِ فيهِ ربيعي

لياليَ أغشى كلَّ جيّدٍ ومعصمٍ … يبيتُ وحيداً منْ فمي بضجيعِ

إذا رعتها من وصلِ أخرى بزلَّة ٍ … تلافيتها منْ لمَّتي بشفيعِ

وفحمة ُ ليلٍ كالشُّعورِ اهتديتها … بقدحة ِ برقٍ كالثُّغورِ لموعِ

إلى حاجة ٍ منْ جانبِ الرَّملِ سخَّرتْ … لها الشَّمسُ حتى ما اهتدتْ لطلوعِ

وجوهٌ تولَّتْ منْ زماني وما أرى … بأظهرها أمارة ً لرجوعِ

تعيبُ عليَّ الشَّيبَ خنساءُ أنْ رأتْ … تطلَّعَ ضوءِ الفجرِ تحتَ هزيعِ

وما شبتُ ولكنْ ضاعَ فيما بكيتكمْ … سوادُ عذارى في بياضِ دموعي

وقالتْ تفرقنا ونمتَ على الهوى … سلي طيفكِ الزُّوَّارَ كيفَ هجوعي

خلعتُ الهوى إلاَّ الحفاظَ ولمْ أكنْ … لأخدعَ فيهِ عنْ مقامِ خليعِ

وكنتُ جنيباً للبطالة ِ فانثنى … زمامُ نزاعي في يمينِ نزوعي

سأركبها خرقاءَ تذرعُ بوعها … فضا كلِّ خرقٍ في البلادِ وسيعِ

إذا قطعتْ أرضاً اعدَّتْ لأختها … ظنابيبَ لمْ تقرعْ بمرِّ قطيعِ

ضوامنٌ في الحاجاتِ كلَّ بعيدة ٍ … وصائلٌ في الآمالِ كلَّ قطوعِ

تزورُ بني عبدِ الرَّحيمِ فتعتلي … بأخفافها خضراءَ كلّ ربيعِ

تحطُّ بماءٍ للنَّدى مترقرقٍ … معينٍ ووادٍ للسَّماحِ مريعِ

ترى المدحَ وسماً والثَّناءَ معلَّقاً … لهمْ بينَ اغراضٍ لها ونسوعِ

وكائنْ لديهمْ منْ قراعٍ لنكبة ٍ … وللمجدِ فيهمْ منْ إخٍ وقريعِ

وعندهمْ منْ نعمة ٍ صاحبيِّة ٍ … تربُّ أصولاً منْ علا لفروعِ

حموا بالنَّدى أعراضهمْ فوقاهمُ … منَ العارِ ما لا يتَّقى بدروعِ

ونالوا بأقلامٍ تجولُ بأنملٍ … مطارحَ أرماحٍ تطولُ ببوعِ

بنو كلِّ مفطومٍ منَ اللَّؤمَ والخنا … وليد وتربٍ للسَّماحِ رضيعُ

إذا حوملوا زادوا بأوفى موازنٍ … وإنْ فاخروا كالوا بأوفر صوعِ

وإنْ ريعَ جارٌ أو تنكَّرَمنزلٌ … فربَّ جنابٍ للحسينِ مربعُ

رعى اللهُ للآمالِ جامعَ شملها … مشتَّاً منَ الأموالِ كلَّ جميعِ

وحافظَ سربِ المكرماتِ ولمْ تكنْ … لتحفظَ إلاَّ في يمينِ مضيعِ

أخو الحربِ أنَّى ربُّها كانّ ربَّها … وأبطالها منْ سجَّدٍ وركوعِ

وكالرَّاحِ أخلاقاً إذا امتزجتْ بهِ … ولكنَّهُ للكأسِ غيرُ صريعِ

ومشفقة ٍ تنهاهُ منْ فرطِ جودهِ … ألا تعباً تنهينَ غيرَ مطيعِ

تسومينَ كفَّ المزنِ أنْ تضبطَ الحيا … ولا تسلمْ الأسرارُ عندَ مذيعِ

شددتْ بكمْ أيدي وسدِّدتْ خلَّتي … ورشتُ جناحي والتحمتُ صدوعي

وأقنعني تجريبُ دهري وأهلهِ … بكمْ فحسمتمْ بذلتي وقنوعي

فإنْ أنا لمْ أفصحْ بحسنِ بلائكمْ … بشكري فذموني بسوءِ صنيعي

بكلِّ مطاعٍ في البلاغة ِ امرها … مخلَّى ً لها استطراقُ كلِّ بديعِ

لها في القوافي ما لبيتكَ في العلا … سنامُ نصابٍ لا ينالُ رفيعِ

إذا عريَ الشِّعرُ ارتدتْ منْ برودهِ … بكلِّ وسيمِ الطُّرتينِ وشيعِ

أمدَّ بها كفَّاً صناعاً كأنَّني … أهيبُ بسيفٍ في الهياجِ صنيعِ

على كلِّ يومٍ طارفِ الحسنِ طارفٌ … لها غيرُ مكرورٍ ولا برجيعِ

هدايا لكمْ نفسي بها نفسُ باذلٍ … وصنِّي بها في النَّاسِ ضنُّ منوعِ