أما لنجومِ ليلكَ بالمصلَّى – مهيار الديلمي
أما لنجومِ ليلكَ بالمصلَّى … مغاربُ بلْ أما للشّمسِ شرقُ
تساعدني على سهر اللّيالي … فهلْ إسعادهنَّ عليهِ عشقُ
وأينَ طريقَ نومي والدراري … حوائرُ فيهِ ليسَ لهنَّ طرقُ
أرقتُ فهلِ لهاجعة ٍ بسلعٍ … على الأرقينِ أفئدة ً ترقُّ
وما أشكو السهادَ لأنَّ جفني … تنافي عندهُ فتحٌ وطبقُ
ولا أنَّ الرقادَ يعيرُ روحاً … جوى كبدي فيبردُ منهُ حرقُ
ولكنْ أنْ أرى خنساءُ حلماً … كأنَّ زخارفَ الأحلامِ حقُّ
نشدتكَ بالقرابة ِ بابنِ ودّي … فإنّكَ لي منْ ابنِ أبي أحقُّ
أسلْ بالجزعِ عينكَ إنَّ عيني … إذْ استبررتها وقتاً تعقُّ
وإنْ شقَّ البكاءُ على المعافي … فلمْ أسألكَ إلاّ ما يشقُّ
ورافدني بكفِّكَ فوقَ قلبي … ببرقة ُ عاقلٍ إنْ عنَّ برقِ
تألّقَ ثمَّ حلّقَ حاجريّاً … لهُ أفقٌ وللأظعانِ أفقُ
لهُ منْ عبرتي حلبٌ وصبغُ … ومنْ أحشاي شعشعة ٌ وخفقُ
كما عطَّ المشبرقُ شطرَ بردٍ … يطرَّحُ واستوى شقُّ وشقُّ
يطارحني الغرامُ وساعدتهُ … هواتفُ تركبُ الأوراقِ ورقُ
ورى أكبادها بالقاعِ زغبٌ … جواثمُ ما استتمَّ لهنَّ خلقُ
رماها في شواكلها مصيبٌ … منَ الأقدارِ فاختتلتْ مدقُّ
زقتْ منْ كفَّة ِ القنّاصِ تمكو … إليها وهي أفرخة ً تزقُّ
وما بينَ الفراقِ المرِّ فيما … تحاذرهُ وبينَ الموتِ فرقُ
وليسَ عليكَ منْ علقي بمغنى ً … صماتُ حديثهُ بالموتِ نطقُ
كأنَّ معالمَ الأحبابَ فيهِ … سطورُ ملهوجٍ والدارُ رقُّ
وخرقٍ ميِّت الأشخاصِ عافٍ … وسيعٍ ليسَ يرقعُ منهُ خرقُ
كأنَّ عزائفَ الجنَّانِ فيهِ … ملاءُ السحبُ منْ ريحٍ تشقُّ
سلكتُ ولا أنيسَ سوى اعتزامي … ولا صوتٌ سوى الأصداءِ يزقو
على ضرمِ القوائمِ أعوجيّ … تكاذيبُ الشخوصِ عليهِ صدقُ
يفيضُ على الوهادِ عنْ الروابي … بما تمليهِ سالفة ٌ وعنقُ
أقبَّ تخالهُ سنبكهُ اتساعاً … يكبَّ على المداوسِ منهُ حقُّ
تظنُّ العينُ فارسهُ رديفاً … يطامنُ شخصهُ عنقٌ أمقُّ
تنقِّلهُ قوادمُ مضرحيٍّ … خطائطهنَّ فوقَ التُّربِ مشقُ
سبقتُ بهِ إلى أخرى المعالي … بدارِ الفوتِ والعلياءُ سبقُ
فأوردتُ الزلالة َ منْ ملوكٍ … صفوا لفمي ومزجُ النّاسِ مذقُ
رزقتُ جزيلَ ما لهمُ بفضلي … إذا لمْ يجتمعَ فضلٌ ورزقُ
إذا لبّى زعيمُ الملكِ صوتي … فكلَّ مواعدِ الآمالِ صدقُ
أغرَّ كأنَّ جبهتهُ بلوجاً … لعينكِ في جبينِ الشّمسِ فتقُ
يغيِّرَ حسنَ أخلاقِ اللّيالي … عليهِ وخلقهُ في الجودِ خلقُ
ولا يرضي بعذرٍ وهو حقٌّ … مبينٌ في النّدى وعليهِ حقُّ
كريمُ العيصِ زادَ ومادَ غصنُ … لهُ منْ حيثِ طالَ وطابَ عرقُ
عتيقُ الطينتينِ سما عفيفاً … بمتنيهِ وبيتِ المجدِ عتقُ
ويصطلمونَ ما محكوا ولجّوا … وهمْ خلقاءَ أنْ يعفوا ويبقوا
إذا نطقوا فأحلامٌ وهدى ٌ … وإنْ وهبوا فإفراطٌ وخرقُ
وإنْ نطقوا بفاصلة ٍ أرمّتْ … شقاشقُ كلِّ هدَّارٍ يبقُّ
فلمْ يعربْ ببيّنة ٍ لسانٌ … ولمْ يرطبْ على اللّهواتِ حلقُ
فإنْ تكُ يا عليُّ نقلتَ منهمْ … مناقبهمْ فأنتَ بها أحقُّ
سمحتُ لها ووجهِ الدّهرِ جهمٌ … وهمْ سمحوا ووجهِ الدّهرِ طلقُ
إذا خانَ البنونَ أباً كريماً … وفى لهمُ غلامٌ منكَ خرقُ
فلا يدخلْ عليكَ فسادُ دهرٍ … يخافُ على تمامكَ فيهِ محقُ
وشلّتْ كفُّ خطبٍ كانَ منها … لرتقِ علائكمْ وهنٌ وفتقُ
غلاطٌ منْ جهالاتِ اللّيالي … وهنْ سواكنٌ أبدا ونزقُ
وحمقٌ في الزمانِ أصابَ منكمْ … وفي أخلاقهِ كيسٌ وحمقُ
شماسٌ منْ مقادكمُ ولينٌ … وصفوٌ تارة ً لكمُ ورنقُ
وعسفٌ في القضاءِ ويقتضيهِ … فتمحوهُ مياسرة ٌ ورفقُ
وإيمانٌ بمعجزكمْ وشكرٌ … وكفرٌ تارة ً بكمُ وفسقُ
فلا تغمزْ قناتكمُ ببوعٍ … ولا يسبرْ لكمْ غورٌ وعمقُ
ولا تقرعْ بمجزعة ِ صفاكمْ … وإنْ خدشتْ سهامٌ فهي مرقُ
ولا شربَ المريَّة َ منْ رماكمْ … وإنْ هو ظنَّ أنَّ الماءَ طرقُ
يناطحُ صخرة ً منكمْ مليساً … معارجُ طرقها زلاّءُ زلقُ
وإنْ سمحتْ لناتجها بفلقٍ … فمنها للسقوطِ عليهِ فلقُ
هو البادي فإنْ كايلتموهُ … بصاعِ الغدرِ فالبادي أعقُّ
وأنصعَ حينَ خافَ الغمرَ شرّاً … فلا ينفقْ لهُ ما عاشَ علقُ
سحابة ُ صيِّف ستعودُ صحواً … ولمْ يعلقْ لها بالريبِ ودقُ
وما سلمتْ لكمْ نفسٌ وعرضٌ … فأهونَ هالكَ عينٌ وورقُ
سينزعها ويرجعها إليكمْ … وبعد اللُّبسِ نزعتها أشقُّ
وإنَّ أحقَّ منْ ردَّ العواري … فتى ً أخذَ الّذي لا يستحقُّ
فلا يتوهّمْ المنجاة َ منها … وأنَّ طريدكمْ بالخوفِ طلقُ
وأنَّ البعدَ يحصنهُ وتثني ال … مكايدَ عنهُ حيطانٌ وغلقُ
وهلْ تخفى المكايدَ وهي بيضٌ … على مقلِ الذوابلِ وهي زرقُ
فلا بسطتْ ولا قبضتْ يمينٌ … لها نبضٌ بنائلكمْ ورشقُ
وكشّفَ هذا الغماءُ جدٌّ … عوائدهُ بما تهوونُ سبقُ
وجمّعكمْ وصاحَ بمنْ نعاكمْ … غرابُ نوى ً لهُ في الدارِ نعقُ
وعادتْ دولة ٌ والحربُ سلمٌ … لكمْ منْ ربّها والخلفُ رفقُ
إلى أنْ تورثَ الدنيا وفيكمْ … ولايتها وما للنّاسِ حقُّ
تعودكمْ القوافي لابساتٍ … حفاظاً لا يرثّ ولا يرقُّ
ينقّحها لكمْ قلبٌ سليمٌ … فيأتيكمْ بها حبٌّ وحذقُ