ألَمّ خَيالٌ هَاجَ وَقْراً على وقْرِ، – جرير
ألَمّ خَيالٌ هَاجَ وَقْراً على وقْرِ، … فقُلْتُ: ما حَيّيْتُمُ زَائَرَ السَّفْرِ
بِأنّ ضَمِيرَ القَلْبِ قَدْ شَفّهُ الهوى َ … و خالطَ هماً قدْ تضمنهُ صدري
و نحنُ لدى أعضادِ خوصٍ مناخة ٍ … أصابَ عظاماً منْ أخشتها المبرى
رفعتُ ذميلاً ناقتني فكأنما … رفعتُ على موجٍ عدولية ٍ تجري
وَإمّا غُرَيْرِيٌّ، فَيا لَكَ مِنْ نَجرِ … مُخرَّجَة ٌ رَاحَتْ إلى أفْرُخٍ زُعْرِ
كَما اختارَ رَامٍ مِنْ هُذَيْلٍ قياسَهُ … براهنَّ منْ نبعِ وعطفَ ما يبرى
إذا عُمْنَ عَوْماً في الأزِمّة ِ شُبّهَتْ … تقلبَ حياتٍ على ساحل غمرِ
تنظرتَ منظوراً ليزجرَ قومهُ … فقد عذرتني في انتظارهم عذري
و قدْ شقيتْ تيمٌ بامرِ غويها … و قالَ لتيمْ قدْ أمرتكمُ أمري
أتَغْتَرّ تَيْمٌ بِالرّجِيمَة ِ وَابْنِهَا، … كما اغترَّ كعبٌ بالملمعة القفرْ
فَقُلْتُ لَهُمْ: يا تَيمُ مَهلاً فطالما … أصختمَ وزدتمْ للهوانِ على َ الصبرِ
إذا سمعتْ مني حويزة ُ زارة ً … تحوزَ داءٌ في حواياهمُ الأدرِ
لقد عجبتْ قيسٌ وبكر بنُ وائلٍ … و قالتْ تميمٌ فيم تيمٌ منَ الفخرِ
فَلَوْ غَيرُ تَيْمٍ يَفخَرُونَ عَذَرْتهُم … أتعيمُ، ابنَ تَيمِ اللّؤمِ، يا سَوأة َ الدهرِ
أتَفْخَرُ تَيمٌ بالضّلالِ وَلم يَكُنْ … لهمْ حسبٌ ذاكٍ ولا عددٌ مثرْ
فَمَا فَخَرَتْ تَيْمٌ بِيَوْمِ عَظِيمَة ٍ، … و لا قبضوا إلاَّ بخالفة ٍ صفرِ
بني التيمِ ما للؤمِ معدى وراءكمْ … ولا عَنكُمُ يا تَيْمُ للّؤمِ من قَصْرِ
كَسَا اللّؤمُ تَيْماً خُضرَة ً في وُجوهها … فيا خزي تيمٍ منْ سرابيلها الخضرِ
وَلوْ تَستَعِفُّ التّيمُ أوْ تُحسِنُ القِرى َ … و لكنَّ تيماً لا تعفُّ ولا تقرى
فمنْ يكَ يستغني ويغبطُ بالغنى … فَما لابنِ تَيْمٍ من فَعالٍ وَلا وَفْرِ
و لوْ يدفنُ التيميُّ ثمَّ دعوتهُ … إلى فَضْلِ زَادٍ جاء يَسعى َ من القَبْرِ
وَلوْ شئتُ غمّ التّيمَ عَمْرٌو وَمَالِكٌ … و طمَّ عليهمْ قمقمانٌ منَ البحر
وَلَمْ تَدْرِ تَيْمٌ ما الأعِنّة ُ وَالقَنَا، … وَلمْ تَدْرِ تَيْمٌ ما الوِرَادُ من الشُّقْرِ
تفضلُ تيمٌ في البرادِ ولا يرى … فوارسُ تيمٍ معلينَ على َ الثغرِ
و لا يحتبي التيميُّ قدامَ بيتهِ … وَلا يَسْتُرُ التّيْميُّ إلاّ القِدْرِ
و ألفيتُ تيماً لمْ أجدْ حسباً لهمْ … و عددتُ سعداً والقبائلَ منْ عمرو
و قد عمرتْ تيمٌ زماناً وما يرى … لنِسوَة ِ تَيْمٍ مِن حِفافٍ وَلا خِدْرِ
أتَهجُونَ يَرْبُوعاً وَقَد رَدّ سَيْبَكُمْ … فوارسهمْ والبيضُ يلونَ بالخمرِ
خَدَمْنَ بَني غَيظ بنِ مُرّة َ بَعدَمَا … خَدَمن النّشَاوَى شُرُوبِ بني بدرِ
لقدْ أعتقتكمْ يا بنَ تيمٍ رماحنا … و ذبيانُ تقضيكَ الغريمَ منَ البكرِ
إذا استبأوا خمراً نقلتمْ زقاقهمْ … إلَيهِمْ وَلا يَسقُونَ تَيماً من الخمرِ
وفنا عليكمْ بالعناجيجِ والقنا … و أعناقُ تيمٍ في خماسية ٍ سمرِ
وَمَنّتْ عَلى تَيْمٍ تَميمٌ بِنعْمَة ٍ، … وَمَا عِندَ تَيْمٍ مِنْ وَفَاء وَلا شُكْرِ
و آية ُ لؤمِ التيمِ أنْ لو عددتمُ … أصابعَ تيمى ٍ نقضَ منَ العشرِ
فَمَا أوْقَدُوا نَاراً وَلا دَلّ سارِياً … عَلى حَيّ تَيْمٍ مِنْ صَهِيلٍ وَلا هَدْرِ
بنو التيمِ لم يرضوا قديمَ أبيهمْ … فنادوا بتيمْ منْ يبادلُ أو يشري
وَأكْرَمَ منْ تَيْمٍ أباً قَدْ رَمَيْتُهُ … بِبَاينَة ِ العَظْمَينِ غائرَة ِ السَّبْرِ
وَنُبّئْتُ تَيماً قَدْ هَجَوْني ليُذكَرُوا … فهذا الذي لا يشتهونَ منَ الذكرِ
لَقُوا وَابِلاً فِيهِ الصّوَاعِقُ تَرْتَمي … أوَاذِيُّهُ تَرْمي الجَنَاحَينِ بالصّخْرِ