أليَّة ً بانعطافِ القامة ِ النَّضرَة – ابن معصوم المدني

أليَّة ً بانعطافِ القامة ِ النَّضرَة … ونظرة ٍ لاختطاف العقلِ مُنتظِرَه

وغرة ٍ كضياء الصبح مشرقة ٌ … وطُرَّة ٍ كظَلام اللَّيلِ مُعتكرَه

ما مالَ قلبي المعنَّى بعدَ فُرقتها … عنها لمعرفة ٍ كلاَّ ولا نَكِرَه

ظنت سلوي فراحت وهي عاتبة ٌ … ولو درَتْ لأتتني وهي مُعتذِرَه

إن تعتبن فلها العتبى وإن نقمت … مني على غي ذنبٍ فهي مقتدرة

أما وعَهْدِ الهوى ما ساءَها خُلقي … ولا تنمرت من أخلاقها النمره

لكن كتمتُ عن الواشينَ بي وبها … محبَّة ً هي في الأحشاءِ مُستَتِرَه

فأرْجفوا أنَّني سالٍ وما عَلِمُوا … بأن نار الهوى في القلب مستعره

هيهات أين من السُّلوان مكتئِبٌ … قد مله ليله من طول ما سهره

أنفاسُه بزفير الشوقِ صاعدة ٌ … لكن أدمعه بالوجد منحدرة

آهٍ لأيَّام وصلٍ بالحِمى سلَفَت … إذ كنت من طيبها في جنة ٍ خضره

أيام لا صفو عيشي بالنوى كدرٌ … ولا نجومُ سماءِ الوصلِ مُنكدِرَه

حيث الصبابة باللذات آمرة ٌ … والنفس طوعاً لما تهواه مؤتمره

ما عن لي ذكرها في كل آونة ٍ … إلاَّ ولي كَبِدٌ بالوَجدِ مُنْفطِرَه

ولا تذكَّرتُ ذاكَ الشَّمل مُجتمعاً … إلا استهلت دموعي وهي منتثره

وما على دون هذا الخطب مصطبرٌ … لكن نفسي على الحالات مصطبره

بالله يا صاحبي قل للصبا سحراً … إذا أتت وهي من أنفاسِها عَطِرَه

هل عهدُ سُعدى كما قد كان أم خَفَرت … عهد الأحبة تلك الغادة الخفره

وهل تراها بطيب الوصل جابرة ً … منَّا قلوباً بطول الهجرِ مُنكسِرَه

أما كفى البين لا دارت دوائره … نوى الحباب وتلك الخطة الخطره

حتى قَضى بنَوى الأحباب كلِّهُمُ … فلم أزل بعدهم في عيشة ٍ كدره

إخوانُ صدقٍ كأنَّ الله أطلعَهُمْ … كواكباً في سماء المجد مزدهره

منهم حسينٌ أدام الله بَهجتَه … وصانَه ربُّهُ عن كلِّ ما حذِرَه

الهاشميُّ الذي جلَّت مكارمُه … عن كل حصرٍ فراحت غير منحصره

والحاتمي الذي أضحت عوارفه … لمغتفى نيله كالسحب منهمره

جنابُهُ كعبة ٌ للفضلِ ما بَرِحتْ … لها الوفودُ من الآفاقِ مُعتمِرَه

وكفه كم كفت باليسر إذ وكفت … بمستهلِّ النَّدى ذا عُسرة ٍ عَسِرَه

قرت به أعين الراجين حين رأت … من راحَتَيهِ عيونَ الجُود مُنفجِرَه

هو الهمامُ الذي أعْلَته همَّتهُ … مراتباً لذرا الأفلاك محتقره

وهو النَّسيبُ الذي يَروي مناقبَهُ … عن نسبة بصميم المجد مشتهره

لو شاهدَتْ فخرَه الزّاكي عشيرَتُه … أضحت على جملة الأسلاف مفتخره

له خَلائقُ لو مرَّ النسيمُ بها … أغنته عن نفحات الروضة النضرة

إذا تأمَّلتِ الأبصارُ رُتبتَه … أو البصائر عادت وهي منبهره

يا سيِّداً لم تَزَلْ طولَ المدى مِقَتي … عليه دون جميع الخلق مقتصره

وافتْ قصيدتُك الغرَّاءُ حاسرة ً … للعتب وجهاً وبالإحسان معتجره

فقلتُ أهلاً بها شُكراً لمُنْشئِها … بكراً أتت لجميل العتب مبتكره

أوردتُها حين جاءَت تشتكي ظمأ … منِّي مناهلَ ودٍّ عذبة ً خَصِرَه

فلم أر العذر إلا الاعتراف بما … عدَّتْهُ ذنباً فكن ـ لا زلتَ ـ مُغتفِرَه

أما الوداد لا والله ما برحت … راياتُه في صميم القلب مُنتشِرَه

حاشا لمثلي في دعوى محبته … أن يبخس الود من يهواه أو يتره

فكنْ على ثقة ٍ منِّي فلسَت ترى … إلاَّ عهودَ ودادٍ غيرَ مُنبَتِرَه

وخذ إليك عروساً حليها دررٌ … لها نحور الغواني الغيد مفتقره

مذ التزمتُ بها كسرَ الرَّوِيِّ غدت … بالانكسارِ على الحسَّادِ مُنتصِرَه

واسلم ودُمْ راقياً في عزَّة ٍ رُتباً … من دونها أنفسُ الأعداءِ مُنقهِرَه