ألطيب في نفحات الروض حياني – جبران خليل جبران

ألطيب في نفحات الروض حياني … وأنسكم يا كرام الحي أحياني

رعيتموني وداري شقة قذف … فلم أزل واجدا أهلي وخلاني

إن قال ما قال إخواني لتكرمتي … فهل أنا غير مرآة لإخواني

وإن شجا مصر صوتي هل يكون سوى … صوت العزيزين سوريا ولبنان

لا تسألوني وقد لاقيت ما سمحت … به مكارمكم عما تولاني

إلى طرابلس الدار التي دعيت … فيحاء من رحب فيها بضيفان

ذات الخلائق أبداها ونم بها … في كل موقع حس كل بسان

ذات النفوس التي لاحت سرائرها … غرا على أوجه كلازهر غران

ذات الوادعة الحسنى وأحسن ما … كانت موادعة في ارض شجعان

إلى أعزة هذي الدار من نجب … تاهت فخارا بقاصيهم وبالداني

متوجي كل ما جاؤوا بمحمدة … ومخرجي كل ما شاؤوا بإتقان

وسابقي كل ذي فضل وماثرة … فضلا وماثرة في كل ميدان

لا يبخلون إذا اهل الندى بخلوا … وليس يؤذي الندى منهم بمنان

حي ابن نحاس وهو التبربينهم … بعنصريه وهل في التبر رأيان

وحي عونا له تعتز دولته … منه بكرن قوي بين أركان

سمح الخلائق أولاني مدائحه … وجل ما قلبه المسماح أولاني

واذكر بني كرم قوم غدا اسمهم … للجود واللطف فيه خير عنوان

ونوفلا وخلاطا والولى لحفوا … بشاوهم من ألباء وأعيان

ماذا تعد وكائن في طرابلس … اعزة من أولي جاه وعربان

إن تولهم من ثناء ما يحق فلا … يفتك حمد لهذا الضيف في آن

من آل ملوك ميمون نقييبته … عداه ذم ولا يلفى له شاني

أغر يغلي عطاياه تخيره … لها فإحسانه أضعاف إحسان

إلى الأولى شرحوا صدري بألفتهم … على اختلاف عقيدات وأديان

من صادرين إلى العلياءم عن أمل … كأنه دوحة أوفت بأغصان

ألسيدان بهم جاران في مقة … والمذهبان هما في القلب جاران

إلى الأولى بلغت بالجد نهضتهم … مكانةلم تخل يوما بإمكان

من كل ندب به تعتز لجنتهم … لا يظلم الحق داعيه بإنسان

رئيسها محرز في الفضل منزلة … فاقت منازل أنداد وأقران

إلى المجيدين جادتني قرائحهم … نظما ونثرا بما أربى على شاني

من غادة خلب الألباب منطقها … هي الفريدة في عقل وتبيان

دلت مهارتها خبرا ومعرفة … على التفوق في خبر وعرفان

ومن رفيق صبا ما زلت من قدم … أرعاه رعي أخ بر ويرعانئ

وناثر لبق أبقى بذهني من … غبداعه خير ما يبقى بأذهان

وشاعر عبقري الصوغ قلدني … أغلى القلائد من در وعقيان

عقد تفرد فيه الرافعي وهل … لذلك البلبل الغريد من ثاني

حسبي ثناء عليه إن أردت له … وصفا فقلت اسمه والوصف أعياني

الى اللواتي يهذبن البنات كما … يرضى الكمالاتن من حسن وإحسان

والقائمين بتثقيف البنين على … اجل ما يبتغي تثقيف فتيان

إلى الأوانس أنمتهن مدرسة … قامت بفضلين للساعي وللباني

مثلن ما شنف الآذان في لغة … جعلنها خير تشنيف لآذان

أزف أبيات شكراني وليس تفي … بالحق لو صغتها آيات شكران

فيا كراما أقرتني حفاوتهم … بحيث يحسدني أرباب تيجان

لا تسألوني وقد وليت ما سمحت … به مكارمكم عما تولاني

دوموا ودامت بلا عد مفاخركم … مخلدات لزمان فأزمان

والعز والجاه في هذا الحمى أبدا … بكم جديدان ما كر الجيديدان